قالت صحيفة الأهرام إن الرئيس الأمريكي "ينفس فرص السلام" في الشرق الأوسط باعترافه بالقدسالمحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إلى المدينة المقدسة. وصدرت الصحيفة عددها اليوم الخميس بمانشيت "ترامب يعطي ما لا يملك لمن لا يستحق". وقالت إن قرار ترامب "سابقة خطيرة تنذر بحقبة جديدة من الصراع بالشرق الأوسط،" مشيرة إلى تحذيرات ورفض وغضب دولي وعربي واسع النطاق لقرار ترامب. ولفتت الصحيفة إلى أن مصر استنكرت اعتراف الولاياتالمتحدةبالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وأعلنت رفضها لأية آثار مترتبة على القرار، بحسب بيان لوزارة الخارجية صدر بعد دقائق من إعلان الرئيس الأمريكي الخطوة رغم تحذيرات من قادة وزعماء العالم. وأكدت مصر أن "اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفاً لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال وعدم جواز القيام بأية أعمال من شأنها تغيير الوضع القائم في المدينة". وفي زاوية "رأي الأهرام"، قالت الصحيفة إن الرئيس الأمريكي "يصب المزيد من الزيت على النار المشتعلة في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي بقراره الاعتراف بالقدس العربية المحتلة عاصمة لإسرائيل أو نقل السفارة إليها." وأضافت أن ترامب "يتجاهل أو لا يقدر ردود الأفعال العربية والإسلامية تجاه مثل هذا القرار الذي ينتهك جميع المواثيق الدولية والاتفاقية الخاصة بوضع مدينة القدس منذ حرب 1967 وحتى الآن فضلا عن انتهاكه وتعارضه مع قرارات الأممالمتحدة في هذا الصدد." ووصفت الأهرام قرار ترامب ب"الجريمة" التي سوف تتجاوز المنطقة العربية وتمتد من إندونيسيا وماليزيا إلى المسلمين في أوروبا والولاياتالمتحدة نفسها ولن تقتصر على الفلسطينيين والدولة العربية." وقالت الصحيفة إن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان محقا في تحذيره للرئيس ترامب خلال المكالمة الهاتفية التي جرت بينهما أمس الأول (الثلاثاء) في هذا الشأن. وقد أثار قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل موجة من ردود الفعل العربية والدولية الغاضبة والرافضة لهذا القرار. وسارع زعماء في العالم الإسلامي وآخرون في المجتمع الدولي إلى انتقاد الخطوة والتحذير من أنها قد تؤدي إلى أعمال عنف تراق فيها الدماء. ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا لبحث قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حسبما أعلن مندوب اليابان في الأممالمتحدة التي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الأمن. وكانت وكالة رويترز نقلت عن دبلوماسيين قولهم إن "8 دول هي فرنسا وبوليفيا ومصر وإيطاليا والسنغال والسويد وبريطانيا وأوروجواي، طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش تقديم إفادة علنية أمام مجلس الأمن". في هذه الأثناء، دعت الفصائل الفلسطينية في بيان مشترك إلى إضراب عام ومسيرات يوم الخميس في الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة والمناطق الفلسطينية في القدس، احتجاجا على إعلان الرئيس الأمريكي فيما يزيد احتمال وقوع اشتباكات عنيفة. وكان ترامب قد أعلن اعتراف الولاياتالمتحدةبالقدس عاصمة لإسرائيل ووصفه هذا التحرك بأنه "خطوة متأخرة جدا" من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط والعمل باتجاه التوصل إلى اتفاق دائم. وأكّد ترامب في الوقت نفسه أن الولاياتالمتحدة تدعم حل الدولتين إذا أقره الإسرائيليون والفلسطينيون. وطالب ترامب وزارة الخارجية الأمريكية ببدء الاستعدادات لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس. وتعد القدس معضلة في صميم الصراع الإسرائيلي -الفلسطيني، إذ يعتبر الفلسطينيون أن القدسالشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية. وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن قرار ترامب "اعتراف بواقع حالي وتاريخي" وليس موقفا سياسيا، وأنه لن يغير الحدود الفعلية أو السياسية للقدس. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يمثل "إعلاناً بانسحاب الولاياتالمتحدة من ممارسة دورها الذي كانت تلعبه خلال العقود السابقة في رعاية عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين". وأضاف عباس أن "الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يدمر أي فرصة في حل الدولتين". وأكد أن "القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية".