فوجئ كثيرون من مستخدمي إنترنت المحمول، بنفاد باقاتهم الشهرية، قبل موعدها المعتاد بالنسبة لهم، بعد تشغيل تكنولوجيا الجيل الرابع، وتخفيض قيمة الرصيد التي تمنحها كروت الشحن، خلال الشهر الماضي. وقال سمير محمد، مستخدم للمحمول، لمصراوي "باقة الإنترنت كانت تكفيني لنهاية الشهر عادة، أو قبل ذلك بيومين أو ثلاثة إذا زاد استخدامي، لكن الشهر الجاري، فوجئت برسالة من الشركة أن الباقة قد نفدت بعد 10 أيام فقط من الشهر". وتكررت شكوى سمير بين عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، متهمين شركات المحمول بالتلاعب في الباقات وتخفيض استهلكها. الجيل الرابع السبب الرئيسي لكن في مقابل هذه الشكاوى، قال أيمن عصام، مسؤول العلاقات الحكومية في شركة فودافون، إن "مشتركي المحمول لا يزالون في مرحلة التأقلم مع تكنولوجيا الجيل الرابع التي يختلف استخدامها عن الجيل الثالث". "الجيل الرابع يقدم بيانات أسرع وفيديوهات وصور بجودة أوضح تختلف عن تكنولوجيا الجيل الثالث وهي إمكانيات ستغير استهلاك المستخدم للباقات، ولابد أن يتفهم المستخدم ذلك"، بحسب ما قاله عصام لمصراوي. وأضاف أن"المستخدم شعر بالتغير لأنه تزامن أيضا مع تعديل سعر كروت الشحن، ولذلك قدمنا مجموعة من العروض للعملاء". وقال مصطفى عبدالواحد القائم بأعمال رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، إن "الجيل الرابع يتيح تنزيل أسرع للصور والفيديو، وهو ما يستهلك ميجابايتس أكثر، ويؤدي إلى اختلاف في مستوى الاستهلاك المعتاد". وأشار إلى أن "هذا الاستهلاك الأسرع سيظهر أكثر لمن يستخدمون تطبيقات الألعاب أو مشاهدة الأفلام على إنترنت الموبايل". وكانت شركات المحمول أطلقت تكنولوجيا الجيل الرابع في نهاية شهر سبتمبر الماضي، التي تتيح سرعات أعلى كثيرا من الجيل الثالث. كما خفضت الشركات قيمة الرصيد الذي يمنحه كروت الشحن، بحيث يشتري العميل الكرت بالسعر المدون عليه، لكن قيمة الرصيد التي يحصل عليها 70% فقط، وكانت الكروت تباع في السوق بأسعار أعلى من المدونة عليها. سوء الاستخدام يهدر "باقة الإنترنت" قال خالد حجازي المدير التنفيذي للقطاع المؤسسي بشركة اتصالات مصر، إن الشركة لم تعدّل باقات الإنترنت أو سرعاتها، وأسعارها، بعد تفعيل الجيل الرابع وزيادة كروت الشحن. لكن سوء الاستخدام من قبل العميل أحيانا يكون السبب في نفاد الباقة دون أن يشعر، بحسب ما قاله حجازي. وأوضح المسؤول في فودافون أن "نفاد الباقة قبل موعدها، يرجع إلى طريقة استخدام العميل للإنترنت، فالمشتركون حاليا يستهلكون مشاهدات أعلى للمالتي ميديا (الفيديو والصور) عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دون أن يشعروا". كما أن عدم وضع ضوابط لتحديث التطبيقات ونظام التشغيل على المحمول قد يؤدي إلى استهلاك جزء كبير من الباقة، بحسب حجازي. ويقصد حجازي، أن بعض المستخدمين قد يسمحون بتحديث تطبيقات الفيسبوك أو الواتس اب، أو الألعاب، من باقة الإنترنت الخاصة بهم، والتي قد تستهلك جزءا كبيرا من الميجابايتس. ويتفق القائم بأعمال رئيس الجهاز القومي للاتصالات مع ما قاله حجازي، موضحا أن تعديل قيمة الرصيد في كروت الشحن، لا يعني أن الشركات خفضت الباقات أو السرعات او حجم الاستهلاك. وقال إن معظم الشكاوى التي تصل إلى الجهاز بخصوص باقات الإنترنت، يتضح بعد بحثها أنها تنتج عن سوء استخدام من العميل. "بعض المستهلكين ليس لديهم دراية أن تحديثات الموبايل والتطبيقات تستهلك الباقة بأسرع مما يتوقعون"، بحسب ما قاله عبدالواحد. وقال الدكتور أحمد بهاء أستاذ الحاسبات والمعلومات، لمصراوي، إنه من الضروري أن يكون هناك وسيلة يمكن الاحتكام إليها بين الشركة والعميل، لقياس الاستخدام الفعلي والسرعات التي تتيحها الشركات للعملاء. وطالب جهاز الاتصالات باستعادة دوره الرقابي لحسم الخلافات بين العملاء والشركات وتطبيق القانون على المخالفين. وبحسب بيانات وزارة الاتصالات، فإن عدد مشتركي الهاتف المحمول بمصر وصل إلى نحو 100.3 مليون مشترك، بمعدل انتشار 111.6%، أما عدد مستخدمي الإنترنت عن طريق المحمول، فقد سجل 31.9 مليون مشترك.
