في خطوة جديدة نحو إنهاء الانقسام الفلسيطني، كللت مصر جهودها في التوفيق بين حركتي فتح وحماس بزيارة وصفت بالتاريخية من رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء خالد فوزي إلى غزة لحضور اجتماع الحكومة الفلسطينية برئاسة رامي الحمدالله في قطاع غزة لأول مرة منذ سنوات. وقبل زيارة اللواء فوزي إلى الأراض الفلسطينية، كانت جهود القاهرة متواصلة عبر اجتماعاتها المستمرة مع وفدي حماس وفتح أسفرت قبل أيام عن إعلان حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة حلّ اللجنة الإدارية (الحكومة) وتسليم القطاع إلى الحكومة الفلسطينية والدعوة إلى إجراء انتخابات عامة. توافق سابق في مارس 2005 توصلت حركتي فتح وحماس إلى اتفاق في القاهرة نص على تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ووافقت حماس على خوض الانتخابات التشريعية التي جرت مطلع 2006 وحصدت أغلبية المقاعد في المجلس التشريعي. ورفضت فتح لاحقًا المشاركة في حكومة برئاسة إسماعيل هنية، وبدأ أزمة الانقسام عام 2007، وشهدت بداية العام اشتباكات مسلحة دامية بين كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، والأجهزة الأمنية الفلسطينية، ومقاتلين من حركة فتح. وظل الانقسام قائمًا إلى أن نجحت القاهرة في التوفيق بين الحركتين في 2011 ولكن لم ينفذ كامل بنوده، حتى بدأ يتجه نحو الحل منذ انتخاب يحيى السنوار قائدًا عامًا لحماس في فبراير الماضي. وفيما يلي تسلسلا زمنيا لجهود مصر منذ ذلك الحين: 13 فبراير انتخب يحيى السنوار، أحد مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس، قائدًا عامًا للحركة في قطاع غزة خلفًا لإسماعيل هنية، وكان انتخابه بمثابة الخطوة الأولى على طريق المصالحة بما أبداه من تقارب مع القاهرة. 1 مايو أعلن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل وثيقة سياسية جديدة للحركة، التي بموجبها ستؤيد إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967. وذكرت الوثيقة أن الحركة تتمسك بإدارة علاقاتها على قاعدة التعددية وقبول الآخر واعتماد الحوار، واعتبرت أن منظمة التحرير الفلسطينية إطار وطني للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج. 4 مايو وفد برئاسة يحيى السنوار، قائد الحركة بغزة يزور القاهرة للتباحث مع المسؤولين المصريين حول الوضع الفلسطيني والعلاقات الثنائية. يوليو أسفرت مباحثات حماس فس القاهرة عن تفاهمات تضمنت إنشاء منطقة عازلة بعمق 100 متر على طول الحدود بين سيناءوغزة. كما وافقت القاهرة على إمداد القطاع المحاصر بالوقود اللازم لتوليد الكهرباء. 9 سبتمبر رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية ورئيسها في قطاع غزة يحيى السنوار يتوجهان للقاهرة، ومصر تطلب من وفد حماس الانتظار للقاء وفد حركة فتح. 17 سبتمبر حماس تعلن حل لجنتها الإدارية في قطاع غزة وتدعو حكومة الوفاق الفلسطينية المشكلة منذ العام 2014 إلى القدوم إلى قطاع غزة لممارسة مهامها فورًا، وذلك بجهود مصرية وهو التحرك الذي قابلته حركة "فتح" بالترحيب. 28 سبتمبر تعهد رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، بتقديم تنازلات أكبر في سبيل تحقيق المصالحة. وقال: "أنا وأنتم سنكسر عنق من لا يريد المصالحة من حماس قبل فتح". 30 سبتمبر وفد مصري يتجه إلى قطاع غزة لمراقبة تنفيذ الأطراف الفلسطينية لما تم الاتفاق عليه في اجتماعات القاهرة، والإعداد لتسلم حكومة الوفاق مهام عملها في غزة. 2 أكتوبر الحكومة الفلسطينية برئاسة رامي الحمدالله تصل قطاع غزة لأول مرة منذ سنوات بحضور الوفد المصري وتعثد اجتماعا بكامل أعضائها 3 أكتوبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن يستقبل في مقر السلطة الفلسطينية برام الله رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء خالد فوزي اللواء فوزي يعلن أن مصر ستدعو حركتي فتح وحماس قريبا إلى القاهرة لاستئناف حوار المصالحة الفلسطينية، مؤكدًا أن مصر ماضية في رعايتها لجهود إنهاء الانقسام. رئيس المخابرات يصل قطاع غزة وسط احتشاد الآلاف من الفلسطينيين يرفع بعضهم الأعلام المصرية وصور الرئيس عبد الفتاح السيسي وفي الخلفية أغاني مصرية منها "تسلم الأيادي". اللواء فوزي يحضر اجتماع الحكومة الفلسطينية وينقل إليهم رسالة مسجلة من الرئيس السيسي. السيسي يؤكد - في كلمته للفلسطينيين - أن مصر ستقدم الدعم اللازم لإنجاح المصالحة. شدد السيسي على أن مصر لن تقبل بتدخل أي قوة خارجية في الشأن الداخلي الفلسطيني. اللواء فوزي يغاد الأراضي الفلسطينية متجها إلى القاهرة. زعيم حركة حماس إسماعيل هنية يؤكد أن حركته تلقت دعوة من المخابرات المصرية لزيارة القاهرة الثلاثاء المقبل للبدء بحوار ثنائي مع حركة فتح