عادت القضية الفلسطينية مرة أخرى إلى تصدر الأخبار العربية والعالمية، بعد نجاح القاهرة في إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي بين حركتي فتح وحماس ولقاءات الرئيس عبد الفتاح السيسي في نيويورك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ويسعى السيسي ونظيره الأمريكي إلى إحياء محادثات السلام المجمدة بين الفلسطينين والإسرائيليين منذ عام 2014. أعلنت حركة حماس أمس الأول من القاهرة أنها حلّت حكومتها في قطاع غزة التي كان اسمها "اللجنة الإدارية"، ودَعَت حكومة الوفاق برئاسة رامي الحمدالله إلى القدوم للقطاع لممارسة مهامها، كما أعلنت موافقتها على اجراء انتخابات عامة "استجابة للجهود المصرية الكريمة بقيادة جهاز المخابرات العامة". ورحبت حركة فتح بإعلان حماس وقالت إنه "يجب البناء عليه لاستكمال خطوات تسمح بعودة القانون وسيادة حكومة واحدة في كل مناحي الوطن". وحدث الانقسام بين فتح وحماس قبل نحو 10 سنوات سقط مئات القتلى من حركتي حماس وفتح إثر اقتتال داخل قطاع غزة انتهى بسيطرة حماس على قطاع غزة استمر إلى الآن. والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي للمرة الأولى علنا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، في نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبحثا عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية المعطلة منذ 2014. وأكد السيسي خلال اللقاء "الأهمية التي توليها مصر لمساعي استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي" من أجل التوصل إلى "حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقاً لحل الدولتين والمرجعيات الدولية ذات الصلة"، بحسب ما جاء في بيان الرئاسة. وقال البيان إن الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الاسرائيلي بحثا سبل استئناف عملية السلام المتوقفة منذ العام 2014 وإقامة دولة فلسطينية وتوفير الضمانات اللازمة لنجاح عملية التسوية بين الجانبين. وأضاف البيان ان السيسي شدد على أهمية التوصل الى "تسوية نهائية وعادلة للقضية الفلسطينية" من أجل "توفير واقع جديد في الشرق الأوسط تنعم فيه جميع شعوب المنطقة بالاستقرار والأمن والتنمية". وكان السيسي، التقى أمس الاثنين، الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في مقر إقامته بنيويورك وأكد الأخير عزم السلطة الفلسطينية على المضي قدماً في خطوات انهاء الانقسام، سعيا لتوحيد الشعب الفلسطيني وتمكينه من مواجهة التحديات المختلفة التي تواجه القضية الفلسطينية. وأعرب أبو مازن خلال اللقاء عن "تقديره وامتنانه لجهود مصر الصادقة ومساعيها المقدرة التي ساهمت في تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية". وأشار إلى "الأجواء الإيجابية التي أصبحت تسود الساحة الفلسطينية عقب إعلان حركة حماس عن حل اللجنة الإدارية والترحيب بحكومة الوفاق الوطني لممارسة مهامها في قطاع غزة وصولا إلى إجراء الانتخابات العامة" بحسب نص البيان. وأكد السيسي أن "القضية الفلسطينية ستظل لها الأولوية في سياسة مصر الخارجية، مؤكدا مواصلة مصر لجهودها الحثيثة مع الأطراف الفلسطينية من أجل رأب الصدع وإنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بما يمكن حكومة الوفاق الوطني من الاضطلاع بمهامها في كافة الأراضي الفلسطينية" بحسب نص البيان. واتفق الجانبان على مواصلة التشاور والتنسيق المكثف بينهما من أجل متابعة الخطوات القادمة على صعيد توحيد الصف الفلسطيني "بما يساهم في تحقيق آمال الشعب الفلسطيني في إنهاء الانقسام وتمكينه من بناء دولته المستقلة وضمان مستقبل أفضل لأجياله القادمة" بحسب البيان.