الإسكندرية – محمد عامر: في قرار مفاجئ ينهي ترعة المحمودية إلى الأبد، استيقظ الشارع السكندري على إطلاق المحافظة إشارة البدء لردم وتغطية المجرى المائي لترعة المحمودية لإنشاء محور مروري جديد، يوازي طريق كورنيش الإسكندرية. المحور المروري الجديد الذي يحمل اسم "شريان الأمل"، يعدّ واحدًا من 3 مشروعات أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تنفيذها على أرض الإسكندرية في ختام المؤتمر الوطني الرابع للشباب الذي استضافته مكتبة الإسكندرية الشهر الماضي. وطوال 29 يومًا على قرارات الرئيس التي انتظر الإسكندرانية تنفيذها على أرض الواقع، تسببت أولى تلك المشروعات في حالة قلق وترقب، حيث تعد ترعة المحمودية - رغم حالتها المتردية خلال السنوات ال 7 الأخيرة- متنفسًا طبيعيًا لأهالي المناطق المطلة عليها. ويعود تاريخ حفر ترعة المحمودية إلى أكثر من 200 عام، في عهد محمد علي، وكانت ممرًا للمراكب التجارية بين الإسكندرية ونهر النيل وإيصال مياه النيل للإسكندرية مرورا بمحافظة البحيرة. 250 ألف جنيه ضاعت في تطهير "المحمودية" ويثير قرار تغطية ترعة المحمودية تساؤلات عديدة، لا سيما أن الدولة سبق وخصصت 250 ألف جنيه يجري استغلالها في تطهير الترعة ورفع المخلفات والردم من جانبي الترعة، بناءً على تعليمات المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء السابق. وعلى مدار الشهور الماضية، نفذ حي غرب الإسكندرية، المرحلة الأولى من أعمال تطوير ترعة المحمودية بطول 500 متر بدءًا من قسم شرطة مينا البصل وحتى كوبري كفر عشري، بتمويل من المجتمع المدني. رئيس حي غرب: لم نتخذ قرار إزالة الكورنيش حتى الآن وردًا على سؤال حول مصير الكورنيش الذي أنشئ لجعل الترعة متنفسًا حضاريًا لأهالي الثغر، اكتفى اللواء محمد عبد الوهاب، رئيس حي غرب، بقوله: "لسه مش عارفين مصيره إيه.. وإذا كان سيزال أم لا؟" وهو الأمر الذي يتناقض مع مخطط إنشاء المحور. وسبق الإعلان عن تفاصيل المشروع، إصدار محافظ الإسكندرية، قرارًا بوقف إصدار تراخيص البناء في نطاق مسطاح ترعة المحمودية والمناطق المجاورة والمطلة عليها، فضلاً عن وقف التعامل على الأراضي أيضًا في نطاق مسطاح الترعة أيًا كانت جهة الولاية أو الملكية. محافظ الإسكندرية: دعم الرئيس للمشروع يؤكد أهميته وأشاد الدكتور محمد سلطان، محافظ الاسكندرية، بالمشروع الجديد، مشيرًا إلى أنه سينفذ بطول 21.1 كيلو متر، بدءًا من الحدود الإدارية للمحافظة بالكيلو 56 "مخرج ترعة راكتا" شرقًا وحتى المصب بمنطقة الدخيلة، بالكيلو 77.1 غربًا، ومن المقرر الانتهاء منه نهاية العام الجاري. وقال "سلطان": إن التصديق والدعم الكامل من الرئيس السيسي لجعل محور المحمودية شريانًا حيويًا لحل مشكلة التكدس المروري والازدحام بعروس البحر المتوسط، يؤكد على أهميته، وذلك بعد أن عانت الترعة من الإهمال والتخريب في السنوات الأخيرة، بحسب قوله. ولفت إلى تنفيذ جميع الجهات القائمة للمشروع وهي: "المحافظة، المنطقة الشمالية، وزارة الري، الإسكان، مديرية أمن الإسكندرية، جامعة الإسكندرية" بعدة زيارات ميدانية، منذ انعقاد مؤتمر الشباب وحتى اليوم، للوقوف على أنسب مقترحات للتطوير والتحديات والمعوقات للمشروع لتذليلها وإنجاز المشروع في الوقت المحدد له. 43 مليار جنيه قيمة الأراضي والمصانع غير المستغلة وكشف "سلطان" عن ربط المحور المروري الجديد ب 25 محورًا فرعيًا في نطاق الإسكندرية، لافتًا إلى أنه تم حصر الأراضي والمصانع والكيانات غير المستغلة على مسار المحمودية والتي تبلغ مساحتها 2 مليون و117 ألفًا و239 متر مربع، بقيمة 43 مليار جنيه تقريبًا، قائلا: "من المؤكد أنها ستعمل على انتعاش الاقتصاد والاستثمار بالإسكندرية". وأضاف المحافظ أن المحور الجديد سيعمل على تدعيم السياحة الداخلية بحل مشكلة التكدس المروري، وتكوين مجتمعات جديدة صناعية في المناطق ذات الكثافة الضعيفة، فضلاً عن رفع كافة مظاهر التلوث، والسيطرة والحد من نمو المناطق العشوائية، وتفعيل نظام النقل الجماعي باستخدام أحدث النظم العالمية لتقليل التكدس بالمواصلات . حارة خاصة لأتوبيسات النقل العام ووفقًا لمخطط التطوير، سيجري تنفيذ المحور الجديد على 5 مراحل بطول 21.1 كيلو متر، تتضمن تغطية المجرى المائي للمحمودية من خلال خطوط مواسير مدفونة ذات قطر كبير، مع مراعاة تأمين محطات مياه الشرب التي تعتمد على الترعة، واستعواض المجرى المائي ليصبح محورًا مروريًا يسع من 6 إلى 8 حارات مرورية في كل اتجاه، مع تخصيص حارة منهم لأتوبيس النقل الجماعي. ومن المقرر أن يكون عرض الطريق ما بين 80 إلى 120 مترًا بطول المحور المروري الجديد، بجانب إنشاء منطقة اقتصادية تجارية للمشروعات الصغيرة على جانبي الطريق لتوفير الآلاف من فرص العمل، لخدمة 4 أحياء ذات تكدس عالٍ بالإسكندرية وهي: أحياء منتزه أول وشرق ووسط وغرب. ويتابع تنفيذ لجان دائمة شكلتها الجهات المختصة للبدء الفوري في تنفيذ المقترحات المتفق عليها، فضلاً عن تشكيل غرفة عمليات على مدار ال 24 ساعة لحل كافة المعوقات التي تطرأ خلال التنفيذ. محمد عطا عباس: سيدعم الاقتصاد ويوفر الوقت والجهد للمواطن وأثار مشروع محور "شريان الأمل" ردود فعل متباينة لأعضاء مجلس النواب بالإسكندرية، حيث أشاد محمد عطا سليم، عضو مجلس النواب عن دائرة المنتزه، بالمشروع، مشيرًا إلى أنه سيوفر الوقت والجهد على المواطن، بتسهيل الانتقال وتوفير ما لا يقل عن ساعة من زمن الرحلة. وأوضح "سليم"، أن المشروع سيدعم الاقتصاد الكلي والجزئي للدولة بتوفير كميات استهلاك الوقود، قائلاً: "يتم دعم وقود السيارة التي تعمل في نقل الركاب يوميًا بحوالي 250 جنيها"، وهو ما سيساهم في توفير المبالغ التي ينفقها المواطن على استهلاك الوقود". وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن المحور الجديد سيقلل معدلات الانبعاثات الخارجة من السيارات، نتيجة تسهيل الالتجاء إلى وسائل النقل العام الحديثة الملائمة، بما ينعكس على معدل الأمراض الناتجة عن التلوث. "الحريري" يطالب بالإبقاء على الشريان المائي لترعة المحمودية فيما طالب هيثم الحريري، عضو مجلس النواب عن دائرة محرم بك، بضرورة الإبقاء على الشريان المائي لترعة المحمودية، وعدم ردمها وتنظيفها، وإزالة ما بها من مخالفات وقمامة وحيوانات نافقة. وأضاف "الحريري": "يمكن إزالة كل التعديات على طريق المحمودية وتخطيط الطريق بشكل علمي مدروس يحافظ على أرواح المواطنين الذين يعبرون الطريق كل ثانية ويزيد السيولة المرورية".
