انتقد الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، ما وصفه ب"قطاع المتطرفين داخل الأزهر"، الذين يحاولون إعاقة محاولات التنوير ونشر الاعتدال، مبينًا أن شيخ الأزهر معتدل الفكر إلا أن هناك تيار يقف ضد الفكر التنويري داخل تلك المنظومة. جاء ذلك في كلمته بفعاليات "دورة الثقافة الإسلامية.. رؤية معاصرة" التي تنظمها مكتبة الإسكندرية، اليوم الخميس، ضمن برنامج مكافحة التطرف والإرهاب فكريًا، بمشاركة شباب من 30 دولة عربية وأجنبية. وأضاف "الفقي" أن مؤسسة الأزهر يقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في نشر مفاهيم الإسلام الصحيحة ومواجهة الأفكار المتطرفة، مؤكدًا أن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف يواجه معارضة قوية من تيار متشدد داخل المؤسسة. وأكد "الفقي" أن الشراكة بين مكتبة الإسكندرية والأزهر الشريف تشهد تطورًا غير مسبوق خلال الفترة القادمة، بتعزيز هذه الشراكة خاصة في ظل نشاط مرصد الأزهر، ومن المقرر أن تقوم مكتبة الإسكندرية بالاشتراك مع الأزهر بإحياء تراث الأزهر الشريف. فيما وصف مدير مكتبة الإسكندرية التعليم بأنه "أصبح غير مجد" ويحتاج إلى نقلة كبيرة، معتبرًا أن المدارس افتقدت دورها الثقافي المعتاد، وتم اختزالها حتى أصبحت مجرد محطة استخراج استمارات وشهادات تخرج. وأشار "الفقي" إلى أن المكتبة تعزز شراكاتها مع المراكز البحثية والفكرية العربية في إطار البرنامج الحالي الذي يشمل تعاونًا مع جامعة تلمسان في الجزائر، والرابطة المحمدية للعلماء في المغرب، ووقف نهوض في الكويت، ومركز دراسات المستقبل في الإمارات العربية المتحدة، ومركز الملك فيصل في السعودية، ومركز الدراسات الاستراتيجية في تونس. وأكد "الفقي" أن المكتبة نجحت في الفترة الأخيرة في بناء شبكة عربية للمراكز البحثية، للتنسيق فيما بينها وإقامة شراكات في برنامج بحثية وورش عمل. وأضاف "الفقي" أنه وجه القائمين على البرنامج في مكتبة الإسكندرية إلى ضرورة نقد خطاب التطرف وحركات العنف عبر سلسلة مراصد التي تختص بعلم الاجتماع الديني.
