توصل عالم الفيزياء الألماني ماكس بلانك في أوائل القرن ال20 إلى استنتاج علمي مفاده أن الألوان تختلف قدراتها على امتصاص أو عكس الأضواء، وبناءًعلى استنتاجه وضع قاعدة "الإشعاع الحراري" الفيزيائية التي تصنف اختلاف درجات الحرارة بحسب تباين الألوان. ويعتبر اللون الأسود في طبيعته أكثر الألوان امتصاصًا للضوء فهو لا يعكس أي من أشعته، في حين أن الألوان الزاهية الأكثر ميلًا للون الأبيض تقل قدرتها على امتصاص الضوء وتزيد قدرتها على عكس أشعته، ولذلك يلجأ سكان المناطق الحارة إلى ارتداء الملابس البيضاء والفاتحة. وبالإضافة إلى الأزياء فإن قاعدة بلانك تنطبق كذلك على السيارات وألوانها، وقد برز ذلك في تجربة أجراها أحد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ووثقها عن طريق الفيديو، وتبادلها رواد موقع تبادل الملفات "يوتيوب" على نطاق واسع. التجربة شهدها أحد شوارع المملكة العربية السعودية التي تتعرض حاليًا إلى موجة شديدة الحارة مثل جمهورية مصر العربية، وأثبتت أن السيارات قاتمة اللون ترتفع حرارتها تحت أشعة الشمس بدرجة أكبر من السيارات ذات الألوان الزاهية. واستعان معد التجربة بجهازًا إلكترونيًا لقياس درجة حرارة الأجسام عن بعد، وتباينت قراءات الجهاز من سيارة إلى أخرى، وكانت جميعا معرضة لنفس الظروف البيئية من أشعة الشمس وشدة الرياح. ووصل الفارق بين درجة حرارة سيارة لونها أبيض وأخرى سوداء أكثر من 22 درجة مئوية. ويحذر خبراء السيارات من تعريض السيارة لدرجات حرارة مرتفعة فترات طويلة وتركها تحت أشعة الشمس الحارقة، معللين بتأثر ذلك سلبًا على الطلاء الخارجي والمصابيح والصادمات، وبعض أجزاء المقصورة الداخلية، بالإضافة إلى زيادة فرص إصابة الزجاج بما يعرف ب"سرطان الزجاج"، وكذلك زيادة فرص تلف المحرك.
