اقترح فريق التحرير بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية طريقًا للخروج مما أسموه "الفوضى"، والنزاع الخطير بين دول خليجية وعربية وبين إمارة قطر. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها المنشورة اليوم الأربعاء، إن الأزمة بين الدوحة والدول العربية والخليجية التي تقودهم السعودية، مستمر للأسبوع الثالث، وشتت التركيز بعيدًا عن تحديات أخرى خطيرة مثل قتال تنظيم داعش الإرهابي. وتابعت نيويورك تايمز أن هناك إشارات ضعيفة تشير إلى التوصل لحل، مضيفة أن السعوديين والإماراتيين بدأوا الأزمة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وفرضوا مقاطعة مؤثرة، وأرجعوا هذه الخطوة إلى دعم الدوحة للإرهاب وأمور أخرى بينها التعاون مع إيران. وأبرزت الصحيفة مقترح السيناتور الجمهوري ورئيس لجنة السياسة الخارجية بمجلس الشيوخ "بوب كوركر"، لحل الأزمة وإنهاء حالة الجمود بفرض نوع من التسوية، ويكون ذلك بحظر بيع الأسلحة في المنطقة. بعث "كروكر" بخطاب، يوم الإثنين، إلى وزير الخارجية الأمريكي " ريكس تيلرسون"، وقال فيه إن النزاعات الأخيرة بين الدول الخليجية تضر بجهود "قتال داعش ومواجهة إيران". وأضاف، وفقًا لنيويورك تايمز، أن التصديق على صفقات التسليح في المستقبل يجب ألا يتم إلا بعد تلقي وعود "بحل النزاع الحالي وإعادة الوحدة" بين الدول في مجلس التعاون الخليجي. وذكرت "نيويورك تايمز" أن هذا المقترح قد يوفر لتيلرسون أداة جديدة في محاولته لحل الأزمة، برغم أن تأثيرها ربما لا يكون فوريًا. وبالفعل مضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدمًا نحو خطة لإرسال أسلحة بقيمة 510 ملايين دولار إلى السعودية لاستخدامها في الحرب ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن. كما أبرمت اتفاقًا مع قطر بقيمة 12 مليار دولار تزود واشنطن بموجبه الدوحة بطائرات من طراز إف-15. وأشارت الافتتاحية إلى أن السعودية والإمارات ربما يكونان أول الباحثين عن أسلحة أكثر لاستخدامها في الحرب، وعند هذه المرحلة يمكن للولايات المتحدة أن تقول لا. وأضافت نيويورك تايمز أن هذه الحرب تعد كارثة إنسانية تحتاج إلى تسوية سياسية. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو أيضًا مسئول بشكل جزئي عن الفوضى، وفقًا لنيويورك تايمز، وذلك عبر تشجيع السعوديين ضد قطر مع إعلان قرار المقاطعة في بداية هذا الشهر، بجانب أنه اعتبر نفسه مسئولا عن هذا القرار. وأضافت الافتتاحية أنه بدا غير مهتم بحقيقة استضافة قطر لقاعدة عسكرية أمريكية تلعب دورًا حيويًا في الحرب ضد داعش. كما أنه صب بعد ذلك البنزين على نار الأزمة حينما اتهم قطر بدعم الإرهاب، بعد وقت قصير من مطالبة وزير خارجيته أطراف الأزمة بالهدوء. وتابعت نيويورك تايمز أن قطر "بلا شك" في حاجة إلى التعامل بجدية أكثر مع المتطرفين وتمويل الإرهاب. لكن الصحيفة أشارت أيضًأ إلى أن السعودية، والإمارات ودول خليجية أخرى ربما لم يغضبوا بهذه الدرجة بسبب الإرهاب بقدر ما هو الغضب بسبب العلاقات القطرية مع طهران، الغريم الأول للمملكة في المنطقة.
