لم تمنعهن بعد المسافة من الذهاب لأقصى بقاع غرب الإسكندرية لمشاركة جيرانهن وأصدقائهن أحزان وداع سبعة من جثامين ضحايا تفجيرات الكنيسة المرقسية، هكذا كان حال عدد من السيدات المسلمات اللائي شاركن في تشييع جنازة ضحايا الحادث الإرهابي، اليوم الاثنين، في دير الشهيد مارمينا العجايبي بمدينة برج العرب الجديدة الذي يبعد عن المدينة الساحلية أكثر من 50 كيلو متر. "مصراوي" رصد في مشاهد مختلفة ، مشاركة عدد من السيدات المسلمات، في الجنازة واللائي قررن الذهاب للدير غير عابئات بطبيعة الأديرة البعيدة عن الحيز العمراني في قلب صحراء برج العرب، إذ دخلن في نوبة من البكاء فور تشييع الجثامين، لدرجة وصلت لدى بعضهن إلى الانهيار من فرط الحزن على رحيل من يحبونهم من الأقباط، فإحداهن أكدت أن جارتها المسيحية الراحلة كانت مثالا في حسن معاملة الجار، وكانت تودها في الأفراح والأحزان على حد سواء. ودخلت سيدة أخرى في نوبة من البكاء الشديد أثناء سير جنازة الضحايا إلى مثواهم الأخير متمتمة بكلمات " هتروحي وتسيبيني لمين يا أختى وصاحبتي"، فيما سيطرت حالة من الهلع على إحدى المشيعات فور رؤيتها لأحد الصناديق التي تقل جثامين الضحايا قائلة "حرام ، حسبنا الله ونعم الوكيل، ربنا بريء من اللى عمل كدا." وأقيمت ظهر اليوم مراسم الجنازة على ضحايا تفجير الكنيسة المرقسية فى الإسكندرية، فى دير الشهيد العظيم مارمينا العجايبى بمنطقة كينج مريوط غربى الإسكندرية، وسط حالة من الحزن والغضب. ونُقلت جثامين الضحايا ال 7 إلى مقر المقبرة الجماعية التى أعدت خصيصاً لهم بجوار مقبرة شهداء تفجير كنيسة القديسين الذى وقع في الساعات الأولى من صباح أول أيام 2011. والضحايا هم كل من:"جرجس غطاس عطا الله، حنان لمعي درياس، ميلاد نظيم جرجس، الطفلة لوسيندا كريستيان كمال، وبيشوي عبد الملاك عيسى، نسيم فهيم بخيت، ابراهيم جرجس باخوم". كان انتحارى فجر نفسه أمام أبواب الكنيسة المرقسية فى الإسكندرية، أمس الأحد، ما أسفر عن سقوط 17 شهيدًا وإصابة 41 آخرين جرى نقلهم لمستشفيات الأميري الجامعى والشرطة ومصطفى كامل العسكري.
