تصوير - إبراهيم رمضان: من أماكن متفرقة بأنحاء الإسكندرية خرج العشرات تعبيرًا عن الغضب والاعتراض على قرار وزير التموين والتجارة الداخلية، علي المصيلحي، الصادر أول من أمس بتخفيض حصة "الكارت الذهبي" المخصص للمخابز إلى 500 رغيف حدًا أقصى يوميًا. تلك الاحتجاجات تخللتها عدة مشاهد كانت الأبرز في اعتراض أهالي المدينة الساحلية على قرار الوزير المصيلحي، رصدناها لكم في السطور التالية. الاحتجاج بقطع طريق أصيبت الطريق الرئيسية الرابطة بين حي العجمي ووسط محافظة الإسكندرية بحالة من الشلل المروري بعد أن قطع العشرات من حاملي بطاقات التموين الورقية (الكارت الذهبي) الطريق احتجاجًا على عدم تمكنهم من صرف الخبز المدعم من المخابز، بالتزامن مع تظاهرة مماثلة في منقطة العصافرة شرقي المحافظة أربكت حركة المرور بالطرق الرئيسية. حصار مكاتب التموين في تلك الأثناء، توجه عشرات آخرين إلى عدد من مكاتب التموين محاولين تحطيم واجهاتها، احتجاجًا على تأخر صرف البطاقات الذكية التي جاءت الورقية بديلاً مؤقتًا لها في حالاتهم التي شملت فقدان أو تلف البطاقات الذكية، متهمين مديرية التموين بالتعنت في إصدار بطاقاتهم. تعطيل حركة القطارات مشهد آخر للاحتجاج برز شرقي ووسط المحافظة، مع تعطيل العشرات خط السكة الحديد أمام قطار أبو قير، وخط ترام الرمل. وتجمهر المحتجون على قضبان السكة الحديدية في محطة العصافرة، مطالبين بإلغاء قرار التموين أو توفير كروت ذكية تمكن أصحابها المتضررين من صرف حصتهم الأصلية من الخبز. "المخابز": الكميات الحالية لا تكفي من جانبه، قال رئيس شعبة أصحاب المخابز بالغرفة التجارية في الإسكندرية، عبد العال درويش، إن أصحاب المخابز فعّلوا اليوم قرار الوزارة بتخفيض حصص الخبز على كارت المفتش، الممنوح لأصحاب المخابز للصرف لحاملي الكارت الذهبي، إلى 500 رغيف فقط في اليوم بدلاً عن 3 آلاف قبل تفعيل القرار. وأكد درويش أن الكمية التي تقرر صرفها لا تكفي حتى ربع المواطنين من حاملي تلك البطاقات، مشيرًا إلى ذلك باعتباره السبب الرئيس في حالة الاستياء والاحتجاج بين الأهالي. "التموين": المخابز افتعلت الأزمة إلى ذلك، أكد وكيل مديرية التموين بالإسكندرية، سليمان الطيب، أن تخفيض حصة الكارت الذهبي تخدم المواطن وتمنع تلاعب أصحاب المخابز، "الذين أشعلوا الأزمة في الإسكندرية ومحافظات أخرى"، محملاً أصحاب 250 مخبزًا من أصل 1400 مسؤولية تصاعد الاحتجاجات على قرار وزير التموين. وفيما لفت الطيب إلى 300 ألف بطاقة جديدة مقررًا توزيعها على المستفيدين من الأهالي لتلافي أثار القرار، أكد أن وكيل الوزارة مبارك عبد الرحمن متواجد منذ الأمس في القاهرة بمكتب وزير التموين لمناقشة منظومة الخبز الجديدة، نافيًا ما تردد عن مغادرته مكتبه بسبب الاحتجاجات. الأمن: التزمنا ضبط النفس وفي تصريحات خاصة لمصراوي، نفى مدير مباحث الإسكندرية، اللواء شريف عبد الحميد، استخدام القوة في فض تظاهرات الخبز التي اندلعت في منطقة اللبان، موضحًا أن المتظاهرين اقتنعوا بضرورة فتح الطريق واللجوء للاعتراض على قرار وزير التموين بشكل رسمي. وأوضح عبدالحميد أن عددًا كبيرًا من المتظاهرين انصرفوا إلى منازلهم، بعد اقتناعهم بضرورة عدم الانصياع لأي محاولات لزعزعة الاستقرار، وأضاف أن قوات الأمن التزمت ضبط النفس في التعامل مع المواطنين تفهمًا لأزمتهم، خاصة وأن احتجاجاتهم نابعة عن دوافع تتعلق برغيف العيش كسلعة أساسية يعتمدون عليها.
