أكد خبراء أمريكيون أن قرار الرئيس دونالد ترامب بحظر دخول مواطني 7 دول إسلامية بهدف "حماية البلاد من الإرهاب" لن يحد بشكل ملحوظ من التهديد الإرهابي في الولاياتالمتحدة بل يمكن أن يرفع من الخطر. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إنه قليلا ما يعلن أمر تنفيذي هدفا واضحا وجديرا بالثناء مثل الذي وقعه ترامب أول أمس الجمعة بهدف "حماية الأمة من دخول الإرهاب الأجنبي إلى الولاياتالمتحدة". وأضافت " لكن الأمر التنفيذي الذي أثار ارتباكا واسعا داخل الولاياتالمتحدة من غير المرجح أن يحد بشكل ملحوظ من خطر الإرهاب، والذي كان جزءا ضئيلا من إجمالي قتلى العنف منذ عام 2001 ". ويعتقد العديد من الخبراء أن التداعيات غير المقصودة لقرار ترامب ستجعل التهديد الإرهابي أسوأ في أمريكا. وتابعت الصحيفة أنه بينما يلزم القرار وزارة الأمن الداخلي الأمريكية بأن تصدر خلال 180 يوما إحصاءات تفصيلية عن الأجانب المقيمين في الولاياتالمتحدة وارتكبوا أعمال عنف أو إرهاب، فإن الباحثين خلصوا إلى معلومات غنية وكاشفة. ونقلت عن تشارلز كورزمان الخبير الاجتماعي بجامعة نورث كارولينا الأمريكية قوله إنه فمنذ هجمات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك، لم يتم قتل أي أحد داخل الولاياتالمتحدة في هجوم إرهابي نفذه أي ممن هاجروا أو من هاجر آباؤهم من الدول السبعة التي استهدفها حظر ترامب دخول مواطنيها إلى الولاياتالمتحدة لمدة 3 شهور. وأضاف كورزمان - الذي نشر مؤخرا آخر دراساته السنوية حول المسلمين الأمريكيين والإرهاب - إنه من بين المسلمين الأمريكيين المتورطين في أي من أشكال التطرف، على سبيل المثل تم اتهامه بتخطيط إرهابي أو دعم جماعة إرهابية، نشأت عائلات 23% فقط في الدول السبع. وأوضحت الصحيفة أن النقطة الأكبر بالنسبة للخبراء هي أن الهجمات الإرهابية تجذب اهتماما إعلاميا يفوق بكثير انتشار تلك الهجمات في الولاياتالمتحدة، لكن قرار ترامب لا يبدو أنه لمعالجة حساب عقلاني للمخاطر الحقيقية، بل مخاوف عميقة يمكن للإرهابيين تأجيجها. تجدر الإشارة الى أن الإدارة الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق اليوم التخفيف من بعض إجراءات حظر السفر المفروضة على مواطني سبع دول ذات أغلبية إسلامية، وتحديدا تلك المتعلقة بالحاصلين على بطاقة الإقامة (جرين كارد). وقال كبير موظفي البيت الأبيض رينس بريبس إن السلطات لن تمنع حاملي (الجرين كارد) من العودة إلى الولاياتالمتحدة، لكنه أضاف أن لدى أفراد حماية الحدود صلاحية احتجاز واستجواب المسافرين المثيرين للشبهات. وأشار إلى أن المواطنين الأمريكيين العائدين من البلدان السبعة التي شملها القرار التنفيذي قد يكونون عرضة لإستجواب أيضا. وكان الرئيس دونالد ترامب قد قال في تغريدة على (تويتر) اليوم إن الولاياتالمتحدة بحاجة إلى حدود قوية وإجراءات مشددة الآن، وأضاف " انظروا ما يحدث في أوروبا وبقية أنحاء العالم".