تصوير - محمود بكار: عكفت الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، بالتعاون مع الشركة المصرية للمقاولات، على ترميم الكنيسة البطرسية بالعباسية، عقب الحادث الإرهابي استهدفها، 11 ديسمبر الجاري، قبيل أيام من الاحتفالات المقررة لأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، في وقت ظن فيه البعض أنه من الصعب إقامة قداس الاحتفال برأس السنة هذا العام داخل جدران الكنيسة، نظرًا لما شهدته من تدمير جراء الانفجار. قام مصراوي بجولة مصورة في أرجاء الكنيسة، لمتابعة أعمال الترميم، استعدادًا لاستقبال المحتفلين بأعياد الميلاد.. "3 يناير ستكون جاهزة للصلاة" هكذا أكد المهندس عادل سدراك مرزوق، مدير الشركة المصرية للمقاولات، لافتًا إلى أن الشركة سوف تنتهي من كافة أعمال الترميم بالكنيسة وتسليمها للهيئة الهندسية قبل نهاية العام الجاري، مشيرًا إلى أنه تم إنجاز أكثر من 85 ٪ من أعمال الترميم، حيث تم تركيب الأسقف الخشبية بالكامل وتم عمل منظومة حديثة للصرف وتم سحب المياة الجوفية من التربة على ارتفاع 30 سم ،واستبدال "القراميد" بالسقف الخارجي، وتم تركيب صور الفسيفساء التى تساقطت، وإعادتها لأصلها، والانتهاء من الدهانات. وبنيت الكنيسة باسم القديسين الشهيدين بطرس وبولس عام 1910م وتدشينها على يد قداسة البابا الراحل كيرلس الخامس عام 1912 وقام بتصميمها المعمارى الإيطالى انطونيو لاشياك وتم الانتهاء من آخر ترميم لها عام 2006. ويقول عمرو فكري، المسؤل عن الدهانات بالموقع، إنه تم الانتهاء من جميع الدهانات بنفس الخامات والزيوت التي كانت مستخدمة فيها، مضيفًا أن المعمودية عبارة عن كتلة من الرخام ولم يلحق بها تلفيات، مضيفًا "صور الجداريات أثرية وترجع إلى 100 عامًا، وسيتم الاستعانة بخبراء إيطاليين لإعادة ترميمها". ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بسرعة الانتهاء من ترميم الكنيسة البطرسية بالعباسية قبل الاحتفال بعيد الميلاد في 7 يناير المقبل. "في مسلمين كتير شغلين في ترميم الكنيسة"، بحسب علي، أحد عمال ترميم الكنيسة. يقول "أنا مسلم وبعمل بكل فخر في إعادة ترميم الكنيسة وغيري كثير من العمال"، متمنياً أن يكون عيد الميلاد سعيد على الأقباط ومصر كلها. ويرى وفدي بطرس أيوب، أمين صندوق الكنيسة، أن التفجير الذي حدث بالكنيسة قد طال كل شئ، ولكن إدارة الأشغال العسكرية بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة تقوم بأعمال الترميم على قدم وساق لإنجازها قبل احتفال عيد الميلاد. وعن جثامين أسرة بطرس باشا غالى، يؤكد أنها لم يلحق أي ضرر أو تصدعات، موجهاً الشكر للقوات المسلحة على الجهد المبذول لترميم الكنيسة، خاصة أن حجم الضرر يحتاج مدة طويلة إلا أن الهئية الهندسية سابقت الزمن لانتهاء من الترميم فى أسرع وقت، بحسب قوله. وعن الرسومات الأثرية التي تحيط جدران الكنيسة من الداخل، أوضح أنه سيتم الاستعانة برسام إيطالي؛ لإعادة ترميمها، مضيفًا "سبق وقمنا يتثبت الألوان للمحافظة عليها ولكنها تحتاج إلى متخصصين". "العمل على مدار الساعة وسط عمال لا تعرف الراحة"، بحسب المهندس تادرس عادل، مدير المشروع، الذي أكد أن جدارية الكنيسة الأثرية قد مثلت صعوبة كبيرة على العمال، ولكنهم عملوا منذ اللحظة الأولى من بدء تنفيذ أعمال الترميم على الحفاظ على الطابع الأثري للكنيسة وسرعة التنفيذ والانتهاء منها فى الوقت الذى حدده الرئيس عبد الفتاح السيسي.
