تعاني مدارس محافظة البحيرة من أزمة صارخة لقلة أعداد عمال الخدمات المعاونة، عقب خروج أعداد كبيرة منهم من الخدمة لبلوغهم سن التقاعد دون تعويضهم بآخرين في ظل عدم وجود درجات مالية للتعيين بالجهاز الإداري للدولة. ودفعت أزمة عجز العمال إلى إقدام معلمين في بعض المدارس للتطوع ببعض مهام النظافة، بعد أن وجدوا أنفسهم مجبرين على التعامل مع الأمر الواقع، على نحو ما حدث في مدرسة أطلميس، بإدارة الدلنجات التعليمية، والتي تطوع بعض معلميها لأداء مهمة تسليك البالوعات في ظل عدم توافر عمال للقيام بهذه المهمة. وأثارت صور متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لبعض معلمي المدرسة أثناء أداءهم لتلك المهمة حالة من الجدل الشديد، وتباينت ردود الفعل بين الإشادة بما فعلوه والمعارضة لذلك باعتباره تقليلا من شأن المعلم. قال أحمد عبد الغني – محاسب : " هؤلاء المعلمون ضربوا مثلا جيدًا في التواضع وحب عملهم ويجب تكريمهم على ما فعلوه، ولكن يجب إيجاد حل للمشكلة". وقال السيد سليمان– معلم: " لم يكن يليق بهؤلاء المعلمين فعل ذلك، فهذا الأمر من ينال من هيبة ووقار المعلم التي وضعت في مصاف الأنبياء و الرسل، ويجب على كل معلم احترام مهنته و إدراك قيمتها، ويجب على نقابة المعلمين التصدي لكل معلم يحط من قدر المهنة". ويشكو مديرو المدارس بمعظم مراكز البحيرة من العجز الشديد في العمال وما ينجم عن ذلك من معوقات تهدد سير العملية، يقول "أ.ع" مدير مدرسة: "معظم المدارس خالية من العمال، وفي نفس الوقت الجهات الإدارية لا تسمح لنا بقبول تبرعات نقدية لسد العجز من العمال، كما كنا نفعل في السابق، نحن في مشكلة حقيقية". وفي تصريح خاص ل"مصراوي" قال شاكر ندا، مدير إدارة الدلنجات التعليمية: " معلمو مدرسة أطلميس حاولوا إظهار تعاونهم ولكننا لا نقبل بأي عمل يقلل من هيبة المعلم ووقاره، خاصة أن الإدارة لا تتأخر في أي طلب من المدارس، وكل مدرسة استلمت مبالغ الصيانة الخاصة بها كاملة، وكإجراء عاجل تم استدعاء مدير المدرسة و المعلمون الذين ظهروا بالصور للاستماع إلى أقوالهم بخصوص الواقعة". وعن مشكلة عجز العمال قال مدير الإدارة : " نتعامل مع المشكلة في حدود إمكانياتنا وذلك من خلال مجلس الأمناء بكل مدرسة والذي يتولى مهمة توفير عامل على الأقل من خلال المشاركات المجتمعية، ورفعنا العديد من الطلبات لتعيين هؤلاء العمال ولكن إلى الآن لم يتم توفير درجات مالية أو مخصصات للتعاقد معهم بشكل رسمي".
