دفعت استغاثات القائمين على إدارة مستشفى أبو الريش الياباني للأطفال، بعض مؤسسات المجتمع والإعلام؛ لتبني مبادرات لتقديم الدعم المادي والعيني؛ كانت إحدى ثمارها اتفاق وزير الإسكان مع رئيس جامعة القاهرة البدء في إنشاء مستشفيين متخصصين لخدمة أطفال الصعيد. وعُقد اجتماع بين وزير الإسكان ورئيس جامعة القاهرة خلال زيارة ل"أبو الريش" بحضور عميد كلية طب قصر العيني، ومدير مستشفى أبو الريش الياباني للأطفال، وعدد من أساتذة كلية الطب، انتهى إلى البدء في إنشاء مستشفيين جديدين لعلاج الأطفال بالصعيد لتخفيف الضغط على أبو الريش. "حراك جامد جدًا شهدته المستشفى خلال الأسبوعين الماضيين، انتهى لخطوة وتطور كويس جدًا بحل مشكلة أبو الريش من المنبع" قالت رشا عمار مدير مستشفى أبو الريش.
كانت القدرة الاستيعابية المحددة والإقبال الشديد من المرضى، أبرز مشكلات مستشفى أبو الريش، بحسب معايشة أجراها مصراوي الأسبوع الماضي.
وقال نصار، إن التفكير في بناء المستشفيات الجديدة جرى بعدما ظهر نقص في أماكن الأسرّة بمستشفى أبو الريش، بالتزامن مع استمرار توافد المرضى من أقصى جنوب مصر وشمالها، "الخدمة المقدمة بها عالمية لكنها لا تستوعب عدد الأطفال". وأوضح نصار، إن وزير الاسكان تواصل معه لتبني مقترح بناء مستشفى أبو الريش بالصعيد، وتم على إثر ذلك عقد اجتماع بين الوزير ومسئولين بجامعة القاهرة من كلية الهندسة ومتخصصين في إدارة المستشفيات ومديري أبو الريش لبحث خطة إنشائها.
مستشفى أبو الريش أنشئت عام 1983 بمنحة من الحكومة اليابانية، ويخدم نحو 2000 طفل يومياً. ويستوعب المستشفى 450 سريرًا من بينهم 120 للرعاية المركزة، ويعالج الحالات النادرة في جراحات الأطفال خاصة القلب والصدر التي ترفضها بعض المستشفيات، فضلًا عن إجراء ألف عملية قسطرة سنوياً، بحسب بيانات صادرة عن المستشفى.
وأضاف نصار، أن الاجتماع انتهى إلى إنشاء مستشفيين، الأولى في أسيوط وستديرها جامعة أسيوط مع القاهرة، والثانية في بني سويف تديرها جامعة بني سويف بالتنسيق مع القاهرة أيضًا.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أن الوزارة مستعدة لبناء مستشفيين متخصصين للأطفال لخدمة الصعيد وتحتاج فقط للتصميمات والدراسات، مؤكدًا أن الإجراءات ستنتهى خلال عام. وأوضح نصار، أن اختيار المكانين خضع لمعايير المكان بأن تخدم كلية طب أسيوط مستشفى أبو الريش المزمع إقامتها في اسيوط، وهكذا في بني سويف. رشا عمار أضافت: "كان يجب حل مشكلة المستشفى من المنبع، حيث يتوافد أهالي الصعيد بشكل كبير ويعانون الأمرّين من بُعد المسافة، ومأساة عدم وجود أسرة لأطفالهم، فالمستشفيات الجديدة ستكون قريبة لهم وتخفف من معاناتهم". وأوضحت أن هناك اجتماع سيعقد الاثنين المقبل مع الاستشاري الهندسي لجامعة القاهرة لعمل التصميمات والدراسات اللازمة لبناء المستشفى بناءً على إحصائيات مرضى الصعيد وتشخصياتها لتحديد السعة السريرية والأقسام المطلوبة في المستشفيات الجديدة. وتابعت: "في أقل من شهر سيتم تقييم الأجهزة والمستلزمات المطلوبة، ومن ثم الشروع في شرائها"، لافتة إلى أن وزير الإسكان وعد بتكفل بناء المستشفيات خلال 12 شهر. وأكد رئيس جامعة القاهرة، إن مسئولي الجامعة سيقدموا تقاريرهم الهندسية إلى وزارة الإسكان للبدء في بناء المستشفيين، مشيرًا إلى أن المستشفى الواحدة ستقام على مساحة 10 أفدنة في شكل مدن طبية متكاملة. وبينما يشهد أبو الريش اجتماعًا لبحث سبل إنشاء مستشفيي الصعيد، حضر وفد لاعبيين من فريق كرة القدم الأول بالنادي الأهلي على رأسهم سيد عبد الحفيظ، مدير الكرة بالنادي، واللاعبين عماد متعب، وعمرو جمال، وحسام عاشور، ومؤمن زكريا، ووليد سليمان لزيارة أطفال المستشفى. وأبدى اللاعبون، سعادتهم بالزيارة والمساهمة في دعم المستشفى التي تأوي مئات الأطفال. ويُعاني "أبو الريش" من نقص الموارد والمستلزمات الطبية والأدوية منذ عدة شهور. وزاد من تأزم الموقف تأثير قرار البنك المركزي بتحرير أسعار الصرف مطلع الشهر الجاري، على توفر المستهلكات الطبية بالمستشفيات، الأمر الذي دفع إدارة المستشفى لمناشدة المجتمع المدني التضامن مع المستشفى وإنقاذ أطفاله من الموت. وأعلن رئيس جامعة القاهرة، شراء أحدث جهاز رنين مغناطيسي MRI للأطفال لمستشفى أبو الريش ليكون الأول من نوعه في مصر من تمويل الجامعة. وفتحت الجامعة حساب المنحة اليابانية التي تبلغ حوالي 18 مليون دولار، لبدء تنفيذ مشروع مبنى العيادات الخارجية الملحق ب"أبو الريش" على أرض مُهداة من البنك العربي الأفريقي. وتبنت عدد من الشخصيات العامة برامج والقنوات، مناشدة إدارة المستشفى، وجمعت تبرعات لها.
