بعد ساعات من قرار البنك المركزي بشأن تحرير سعر صرف العملة، وترك البنوك حرية تحديد السعر كيفما تشاء، قفز الدولار من 13 جنيهًا السعر الاسترشادي الذي حدده المركزي إلى مابين 15 و 16 جنيهًا في البنوك. وكان قال محافظ البنك المركزي المصري طارق عامر، إن تحديد سعر صرف الجنيه أصبح مهمة البنوك العاملة في السوق المصري، مضيفًا "قلنا لرؤساء البنوك اليوم تتحملون المسؤولية الوطنية لتحديد سعر صرف الجنيه والتعامل مع هذه الأمور بحكمة". تشجيع الأفراد من جانبه، قال يحيى أبو الفتوح نائب رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصري، إن سبب ارتفاع سعر الدولار في البنوك بعد ساعات من تعويم الجنيه، يرجع إلى تشجيع الأفراد لبيع الدولارات التي بحوزتهم للبنوك. وأكد يحيى أبو الفتوح، - خلال اتصال هاتفي مع مصراوي- "أن السوق المصري به دولارت ولكنها خارج الجهاز المصرفي، ولذلك البنوك تعمل على إدخال هذه الأموال إلى الجهاز المصرفي من خلال رفع أسعار الشراء من الأفراد والبيع". وكان البنك المركزي أكد أنه اتخذ تلك الإجراءات لتصحيح سياسة تداول النقد الأجنبي من خلال تحرير أسعار الصرف لإعطاء مرونة للبنوك العاملة في مصر لتسعير شراء وبيع النقد الأجنبي بهدف استعادة تداوله داخل القنوات الشرعية وإنهاء السوق الموازية للنقد الأجنبي تمامًا. وأشار نائب رئيس البنك الأهلي، إلى أن كل بنك له الحرية في تسعير الدولار حسب احتاجاته ومتطلباته. وأكد أن سوق تداول العملة بمصر سوف يأخذ مجراه وينضبط بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، مضيفًا "لأول مرة تطبق البنوك آلية تحرير السعر، ولذلك سوف تعمل بشكل تدريجي وبعد فترة سيكون الفرق بين البنوك وبعضها لا يتخطى (القرشين) وسط استقرار السعر". للاطلاع- ننشر تغيرات أسعار الدولار في البنوك ثاني أيام التعويم.. اضغط هنا الفجوة بينما يرى جلال الجوادي مدير رقابة على النقد بالبنك المركزي سابقًا، أن سبب ارتفاع السعر بالبنوك خلال ساعات من التعويم هو الفجوة التي كانت موجودة بين السعر الرسمي السابق وسعر السوق السوداء، الأمر الذي أدى إلى ارتفاعه لنحو 16 جنيهًا ببعض البنوك. وأكد جلال الجوادي، -خلال اتصال هاتفي مع مصراوي- أن وقت تحرير سعر الصرف الحالي لم يكن مناسبًا بعد اشتعال سعر الدولار في السوق السوداء، حيث كان من الأفضل اتخاذ بعض الأساليب الاقتصادية الأخرى التي تعمل على تراجع السعر بالسوق السوداء حتى تقليل الفجوة بين السعرين، وعندها يتم التعويم بدون تحديد سعر معين. وأشار إلى أنه كان أفضل وقت للتعويم عندما كان الفارف بين السعرين لا يتخطى جنيهًا. وأضاف أن من ضمن الأسباب أيضًا ارتفاع سعر الدولار بالبنوك عن سعره الاسترشادي، يرجع إلى العمل على تحجيم الواردات خلال الفترة الحالية. وتوقع مدير رقابة على النقد بالبنك المركزي سابقًا، توازن سعر الدولار في البنوك خلال الفترة الحالية لمدة شهرين ما بين 15 و 16 جنيهًا بالبنوك ثم يصعد بعد ذلك إلى 17 و 18 مستهدفًا مستويات أعلى،- على حد تعبيره -. المضاربة خيانة ووصف رجل الأعمال نجيب ساويرس تعويم الجنيه ب"الخطوة الممتازة التي تأخرت كثيرًا"، وطالب في تدوينة له على تويتر، بعدم التكالب على شراء الدولار إلا في حالة الضرورة فقط. وقال "أي واحد ينزل يشتري دولار مش محتاجله ينسى الكلام بعد كده عن الوطنية"، مضيفًا "المضاربة خيانة".
