منذ العام 2006، استقر العالم على شهر أكتوبر من كل عام، للتوعية بمرض سرطان الثدي، إذ تقوم مواقع عدة حول العالم باتخاذ اللون الزهري أو الوردي كشعار لها من أجل التوعية بمخاطر المرض. وأشارت تقديرات موقع "Globocan" التابع للوكالة الدولية لبحوث السرطان، في العام 2008، إلى تعرض سنويا نحو 1.38 مليون حالة جديدة للإصابة بسرطان الثدي و000 458 حالة وفاة من جراء الإصابة به. حاور مصراوي غادة مصطفى، مدير الإعلام بالمؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي، للوقوف على طبيعة عمل المؤسسة في مواجهة المرض، وأعداد المصابين به في مصر، وتأثير الرضاعة الطبيعية على معدلاته، والعوائق التي تواجه المؤسسة أثناء عملها، وهدفها التي ترجو تحقيقه في المستقبل. في البداية.. ما هي المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي؟ هي مؤسسة أهلية غير حكومية وغير هادفة للربح مسجلة بوزارة التضامن الاجتماعي منذ العام 2004. وتهدف إلى الحفاظ على صحة الثدي عن طريق نشر التوعية الصحية والتعليمية وعمل الدراسات والأبحاث اللازمة. إلى جانب تسهيل تقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية للسيدات من كل الطبقات الاجتماعية. ما هو سرطان الثدي؟ وما السن الأكثر عرضة للإصابة به؟ سرطان الثدي هو حد أنماط الأورام الخبيثة، وينجم عن نمو غير طبيعي لخلايا الثدي. يبدأ سرطان الثدي عادة في البطانة الداخلية لقنوات الحليب أو الفصوص التي تغذيها بالحليب، ويتميز بقدرته على الانتشار لمواقع الجسم الاخرى. لا يوجد سن بعينها عرضة للإصابة بالمرض، لكن عند بلوغ البنت سن ال20 لابد من مداومة الفحص الذاتي للثدي مرة كل شهر، علاوة على زيارة للطبيب كل 3 سنوات. وعند تمام المرآة 40 عاما لابد من إجراء كشف سنوي عند الطبيب المختص وعمل أشعة "ماموجرام" للتأكد من سلامة الثدي. غير أن هناك حالات تحكمها عوامل أخرى منها المرآة التي تمتلك "تاريخ عائلي" مع المرض، فلابد من مواظبتها على الكشف الذاتي وعند بلوغها ال30 يتم عمل أشعة السونار. ماذا عن الفحص الذاتي؟ تقوم الفتاة بالفحص الذاتي بعد انتهاء الدورة الشهرية بأسبوع أو 8 أيام على الأكثر، لاكتشاف أي نزيف أو ورم أو حدوث تغير في حجم الثدي وشكله، بعدها تتوجه البنت لإجراء الكشف الطبي للاطمئنان على سلامة ثديها. ما تأثير الرضاعة الطبيعية على معدلات الإصابة بالمرض؟ الرضاعة الطبيعية تقلل من نسبة الإصابة بالمرض، لأنها تجعل الثدي يؤدي وظائفه "الربانية"، وتقلل من إفراز هرمون "الاستروجين" المغزي للخلايا السرطانية، لذلك يتم التركيز في حملات المؤسسة على توعية المرآة بفوائد الرضاعة الطبيعية؛ حماية لها ولطفلها. هل هناك غذاء بعينه يمكن أن يجنب المرء الإصابة بسرطان الثدي؟ يفضل الابتعاد عن الوجبات السريعة "المهدرجة" واللحوم المصنعة "اللانشون، السوسيس، البرجر"، والتوجه نحو الغذاء المتوازن من الخضار والفاكهة؛ فالطعام الصحي يقلل من احتمال الإصابة بالمرض. كما يُنصح بالتخلص من الوزن الزائد لأنه أحد أهم عوامل الإصابة؛ لأنه يزيد من إفراز هرمون "الاستروجين". كم يُقدر أعداد المصابين بسرطان الثدي في مصر؟ للأسف مصر تعاني بشكل عام مشكلة على مستوى البحوث الإحصائية المفترض إجرائها حول الأمراض. نفس الحال، لا يوجد إحصائيات دقيقة تقدر أعداد المصابين بسرطان الثدي. ولا يتوافر لدينا غير إحصائية عن المعهد القومي للأورام، أصدرها قبل العام 2006، يقدر فيها أعداد المصابين بسرطان الثدي بحوالي 37 من كل 100 سيدة على مستوى المعهد فقط. لكن لا يوجد حصر لعدد الحالات المصابة بسرطان الثدي على مستوى البلد ككل. ما أهم الفاعليات التي قامت بها المؤسسة للتوعية ضد المرض؟ قبل 12 عاما تجوب المؤسسة بنوك ونوادي وجامعات وتجمعات نسائية وقرى بمحافظات مختلفة للتوعية بالمرض، وبدأنا منذ عام التنقل بالقافلات على امتداد محافظات الصعيد "الفيوم، المنيا، بني سويف، أسيوط"، ونتمنى أن نكمل عامنا القادم بالصعيد. والهدف هو توعية النساء والرجال بخطورة سرطان الثدي وأهمية الكشف المبكر عن أورامه السرطانية، إلى جانب مساعدة المجتمع على التخلص من الخجل الاجتماعي والنفسي المرتبط بسرطان الثدي، مع تقديم خدمات الكشف والعلاج المجاني بالكامل أو المدعم جزئيا حسب حالة المريض بعد إجراء البحث الاجتماعي. ما هي العوائق التي واجهتكم أثناء عملكم؟ أهم العوائق التي تواجهنا على الدوام ظهرت بوضوح خلال مشروع الصعيد. فكلما توجهنا نحو الأسفل زادت المشكلة تعقيدا؛ نتيجة عدم الوعي بمفهوم الصحة بشكل عام، وزيادة مقاومة الأهل للحملة بعد التعرف على غايتها "لما بيتعرف أنه عشان الثدي بيتراجعوا والناس بتبقى ولا عايزة تسمع ولا عايزة تفهم"، وانعدام الرغبة لدى البعض في إجراء الفحوصات الطبية خوفا من اكتشاف الإصابة بالمرض، وفي حالات أخرى يعترض الزوج من الأساس. هو ما اضطرنا إلى عقد لقاءات هدفها تغيير تلك الأفكار بديلا للخوض في تفاصيل تخص المرض. وهل تغير الوضع الآن عنه قبل 12 عاما؟ بالتأكيد تغير كثيرا؛ نتيجة التغيرات التي شهدها المجتمع على مدار السنوات الأخيرة؛ والتي تسببت في رفع حالة الوعي لدى الجميع بدرجة كبيرة. في البداية لم يكن هناك من يجرؤ الحديث عن إصابته بسرطان الثدي باعتباره أمر معيب، الأن تشاركنا بعض السيدات المصابة بالمرض لتشجيع أخريات على العلاج، والفضل يعود إلى الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. هل تهدف المؤسسة لإعداد كوادر تقوم بالدور التوعوي كلاً في نطاقه؟ بالفعل نقوم بإعداد ما يعرف ب"قائدات المجتمعات". ويتم تعريفهم جيدا بالمرض، وأعراضه، وكيفية قيام الفتاة بعملية الكشف الذاتي، وطرق الوقاية من المرض. ليقوموا بتوعية نساء مجتمعهم بخطورة المرض. لأن الحملة مهما بلغت قدرتها لن تستطيع بمفردها الوصول لكل بيت في مصر. ما الذي تسعى المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي لتحقيقه في المستقبل؟ نهدف إلى تجميع كل مراكز المؤسسة من توعية وتأهيل وكشف وكل الخدمات التي تقدمها في كيان واحد. وقد خصصت لنا وزارة الإسكان قطعة أرض في ال6 من أكتوبر لتحقيق ذلك، ونتمنى زيادة التبرعات الفترة القادمة من أجل إتمام تحقيقه. وهدفنا الأسمى؛ التغلب على سرطان الثدي.