ملقى على سريره، سلب منه المرض اللعين نشاطه وحيويته، ولكن احتفظ لنفسه بالمقاومة والتفاؤل، منذ شهر مضى لم يعترف الأسطورة الهولندية هندريك يوهان كرويف، المعروف ب"يوهان كرويف"، بقهر المرض، وأصدر بيانا مفعما بالتفاؤل: "حتى الآن، ينتابني شعور بأنني أتقدم 2 / صفر في الشوط الأول من مباراة لم تنته بعد. ولكنني أثق في أنني سأنهيها منتصرا". ولد يوهان كرويف، في 25 إبريل 1947، في العاصمة الهولندية، أمستردام، بالقرب من ستاد أياكس، لينضم للعملاق الهولندي وعمره 10 سنوات، ليلعب كرة القدم، والبيسبول، حتى قرر وعمره 15 عاما أن يُركز على كرة القدم. ولعب "كرويف" أول مباراة مع الفريق الأول لأياكس، في نوفمبر 1964، أمام "جي في أيه في-رابيديتاس"، وشارك في خسارة فريقه ينتجة 3-1، إلا أن هذه الخسارة جعلت "الأسطورة الهولندية" ينطلق بعدها ويحقق إنجازات مع فريقه الهولندي حتى عام 1973، ثم برشلونة الأسباني (من 1973 إلى 1978)، ولوس أنجليس أزتيكس الأمريكي (من 1979 إلى 1980)، وواشنطن ديبلوماتس الأمريكي (من 1980 إلى 1981)، وليفانتي الأسباني (1981)، والعودة لأياكس مرة أخرى (من 1981 إلى 1983) وختم حياته الكروية مع فينورد الهولندي موسم (1983 - 1984). وخلال ال20 عاما، مسيرته في الملاعب الأوروبية مع الأندية، فاز كرويف بكأس الأندية الأوروبية البطلة (دوري أبطال أوروبا حاليا) في أعوام 1971 و1972 و1973 مع أياكس،، وتوج بتسعة القاب في الدوري الهولندي مع أياكس وفينورد، وبلقب الدوري الأسباني مع برشلونة في 1974 . وخلال مسيرته الدولية مع المنتخب الهولندي لعب كرويف 48 مباراة دولية، خلال 11 عاما، من 1966 إلى 1977، ليحقق المركز الثاني في بطولة كأس العالم 1974، والمركز الثالث في كأس أمم أوروبا (يورو 1976)، وسجل 33 هدفا. واستطاع كرويف حصد عددًا من الألقاب والجوائز الفردية خلال فترة لعبه، مثل: أفضل لاعب أوروبي في أعوام 1971، و1973، و1974، ليكون أول لاعب أوروبي في التاريخ يفوز بلقب أفضل لاعب، كما حصل على أفضل لاعب في كأس العالم 1974، وفاز "كرويف" بلقب أفضل لاعب أوروبي في القرن العشرين. واشتهر الأسطورة الهولندية بالقميص رقم 14، الذي ارتداه في جميع الفرق التي مثلها، وكذلك منتخب بلاده. وعقب الاعتزال اتجه الأسطورة الهولندية للتدريب، ليتولى إدارة أندية أياكس الهولندي (من 1985 إلى 1988)، وبرشلونة الأسباني (من 1988 إلى 1996)، ومنتخب كتالونيا (من 2009 إلى 2013). وحقق إنجازات كبرى مع برشلونة كمدرب، فقاده للفوز بدوري الأبطال عام 1992، وبلقب الدوري الأسباني 4 مرات في الفترة من 1988 حتى 1996. وسبق لكرويف أن أجرى جراحة في القلب عام 1991، نتيجة للتدخين، قبل أن يتملك سرطان الرئة منه في أكتوبر 2015، ليتوفى اليوم 24 مارس 2016. وفي احتفالية الفيفا يوم 4 مارس 2004، بمناسبة مرور 100 سنة على تشكيل الاتحاد الدولي لكرة القدم، اختار "الفيفا" بيليه كأفضل لاعب في القرن العشرين، ليتولى عملية اختيار أفضل لاعبي القرن العشرين الأحياء، ليختار 125 لاعبا، بينهم يوهان كرويف. وأدت وفاة كرويف، لصدمة كبيرة لدى محبيه، ليس من المشجعين فقط، ولكن نجوم الكرة العالمية، الذي تعلموا منه الكثير داخل وخارج المستطيل الأخضر (نجوم الكرة حول العالم ينعون ''يوهان كرويف'': أفضل من لمس الكرة)
