لم تعلم الطفلة "آيات محمد" أن نهايتها ستكون بعد 24 ساعة من مناشدات أسرتها بحاجتها لنقل الدم، وعدم استطاعت مركز أورام المنصورة توفير حاجتها، لتتسبب ثورة عارمة تجتاح موقع "فيسبوك"، حول معاناة مركز أورام المنصورة الدائمة من قلة عدد أكياس الدم، ما يتسبب في سرعة وفاة المرضى. استغاثات وصرخات يطلقها أهالي المرضى عبر المنصة الاجتماعية الأشهر، يطالبون ذوي القلوب الرحيمة بالتبرع لذويهم، وإنقاذهم من نفق مظلم عانوا خلاله الأمرين، وسط نفي قاطع من إدارة المركز حول الأزمة المثارة. 10 يصارعون الموت نجوى رشاد، باحثة في مركز مرسال الخيري، تداولت عبر صفحتها على "فيسبوك"، قائمة بأسماء 10 مصابين في المركز بينهم آيات، في 20 من مارس الحالي، وقالت إنهم يصارعون الموت بسبب نقص صفائح الدم، ونفاذ رصيدهم في البنك. وتابعت: كل اسم من دول محتاج النهاردة 6 أكياس وكل يوم لمده 4 أيام على الأقل... 60 كيسًا في اليوم للعشرة أسماء دول... يعني في أربعة أيام محتاجين 240 متبرعًا فالموضوع كبير جدًا وحالتهم خطر". ينقسم مركز أورام المنصورة إلى ثلاث أقسام، جراحة، وباطنة تضم أمراض الدم منها سرطان الدم والأورام، والأطفال، وتبلغ طاقته الاستيعابية 500 سرير مقسمين على تلك الأقسام، ويخدم مرضى من جميع أنحاء الجمهورية. استغاثات أم محمد، ربة منزل، والدة طفل مريض بالمركز، تقول إنها نشرت استغاثات عبر "فيسبوك" لجذب أكبر عدد من المتبرعين بالدم لنجلها وباقي المصابين، ولاقت تفاعل من الراغبين في إنقاذ المرضى. وتضيف أنها حاولت تجميع بيانات باقي المرضى العاجزين عن توفير متبرعين، على أمل توفير رصيد من الصفائح التي تنفذ بشكل سريع من المركز. فيما يشتكي السيد أبو العزم، من أقارب أحد المرضى، من نقص الدماء داخل المركز، إذ استنفذ طاقته في تجميع متبرعين نظرًا لتدهور حالة شقيقته، وحاجتها لدماء بصورة مستمرة. ويناشد أبو العزم المواطنين بعدم التخاذل عن دعم مرضى الأورام، والتبرع بدمائهم لإنقاذهم. قافلة إنقاذ سامح حمدي، شاب من محافظة القاهرة، قرر تنظيم قافلة شبابية للتبرع بالدماء للمركز، الجمعة المقبلة، يقول إنه تواصل مع أحد أولياء الأمور داخل المركز، وعلم بوجود عجز شديد في الدماء، فقرر ومجموعة متطوعين محاولة إنقاذ المرضى وتنظيم القافلة. ويضيف حمدي أنه حسب المعلومات الواردة له، فإن الحالات الموجودة تتدهور بمرور الوقت، ما يستدعي التدخل السريع لإنقاذهم. هلع مبالغ فيه تقول الدكتور سماح يحيى، وكيل المركز، إن الأزمة المثارة حول نقص أكياس الدم بالمركز مبالغ فيها، فالإدارة توفر المتطلب لكافة المرضى بشكل متواصل، مشيرة إلى أن حالة الهلع التي تنتاب أهالي المرضى، هي من تدفعهم للمطالبة بتبرع بصورة مستمرة عبر الإنترنت. وتؤكد يحيى أن المركز لا يعاني حاليًا من أي عجز في الدماء، فضلًا عن أنه يشهد يوميًا حالات تبرع من المواطنين، مؤكدة أن المركز يستقبل كافة الحالات حتى المتدهور ولا يستطيع رفضهم، في محاول لإسعافهم. المخزون يكفي وتوضح الدكتورة هبه سرحان، مسؤول بنك الدم في المركز، أن جلسة للمريض تحتاج 6 وحدات دماء يوميًا، في حين أن المتبرع الواحد يوفر وحدة واحدة فقط، أي أن المريض يحتاج إلى 6 متبرعين يوميًا. وتتابع أن وحدة الدماء المتبرع بها تنقسم إلى صفائح، وكرات دم حمراء، وبلازما، لافتة أن استهلاك الصفائح هو الأعلى من بين تلك الوحدات وتشهد نقصًا بين الحين والآخر. وتشير مسؤول بنك الدم، أن المركز لديه مخزون كبير من البلازما وكرات الدم يتم حفظهم داخل ثلاجات مخصصة، إذ أن صلاحية الكرات تصل إلى 5 أشهر، والبلازما تصل إلى عام كامل، في حين أن الصفائح لا يمكن تخزينها أكثر من 5 أيام. وتتابع يحيى "المركز يستقبل شهريًا من بين 900 إلى 1000 متبرع، فكيف يعاني من عجز؟"، فضلًا عن الحملات الأسبوعية التي تنظم داخل الجامعة، وتشهد إقبالًا كبيرًا من الطلبة. وتؤكد مسؤول بنك الدم، أن ما يثار عن الأزمة غير صحيح، فالطبيب هو المسؤول عن تحديد حاجة المريض للدماء من عدمه، لكن خوف الأهالي على أبنائهم هو ما يدفعهم للبحث المستمر عن متبرعين.