ارتفعت أسعار الزيت بقوص وضواحيها خلال شهر مارس الحالي مقارنة بالشهر الماضي، مما أدى إلى غضب واستياء المواطنين، ويرجع ارتفاعه لارتفاع سعر الدولار. ويقول رأفت محمد جمعة، 64 عامًا، غنه يعاني من الإصابة بمرض فيروس "سي" بالكبد، مشيرًا إلى أن الطبيب المعالج صرح له بتناول الطعام بزيت الذرة المصفى، والذي أصبح سعر الزجاجة منه 16 جنيهًا بفارق 4 جنيهات عن الشهر الماضي. ويوضح العم رأفت أنه يشتري أكثر من زجاجتين خلال الشهر، رغم أن معاشه 450 جنيهًا فقط، متسائلًا: هل يكفي معاشي القليل مصاريف المنزل وشراء العلاج وشراء 3 زجاجات زيت كل شهر لنفسه خلاف الزيت الخليط لإطعام أبنائي. ويضيف: عندما ارتفعت أسعار الزيت خلال هذه الفترة أصبحت مضطرًا لتناول الطعام بأي نوع زيت رخيص، مما أدى إلى حدوث آلام شديدة، مبينًا أنه ذهب للطبيب فأخبره أن هذه الأعراض بسبب تناوله طعام غير ملائم لمرضه. "الحياة بقت صعبة".. هكذا تصف أم مصطفى جمال، ربة منزل، الوضع الحالي الذي تشهده بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار، فتقول: عندما ذهبت لشراء زجاجة زيت فوجئت بالبائع يقول سعر الزجاجة اللتر 12 جنيهًا، فذهبت إلى آخر فوجدته يبيع بسعر أعلى، موضحة أن البقال قال لها إنه يشتريه من السوق السوداء لعدم توافره بالأسواق، لذلك رفع سعره. أما محمد أحمد عبدالله، 33 عامًا، فيشير إلى أن الزيت ارتفع سعره ونقص في السوق بنفس الوقت، لافتًا إلى أنه اشترى زجاجة الزيت ب 12 جنيهًا، بينما الشهر الماضي لم يتعدى سعرها 9 جنيهات. ويرجع عبدالله سبب ارتفاع الأسعار إلى عدم وجود رقابة تموينية بأسواق قوص. كمال محمد، 45 عامًا، بائع "فول وطعمية"، يصرخ قائلًا إن المطعم الذي يعد مصدر رزقه الوحيد مهدد بالغلق، مشيرًا إلى أن الزيت الذي يستخدمه للقلي غير متوفر، كما أن سعره أصبح مرتفع جدًا، إذ يباع الجركن منه هذا الشهر ب 135 جنيهًا، بينما كان الشهر الماضي ب 90 جنيهًا فقط، وكان يتم تغييره كل 5 أيام، أما الآن فيستخدم الزيت الذي يباع بمحال البقالة، إذ أن سعره مرتفع ويغيره كل يومين فقط لأنه خفيف ليس مثل الزيت المخصص للمطاعم. ويقول سعيد نجار، صاحب سوبر ماركت، إن أسعار الزيت ارتفعت هذه الفترة في ظل عدم استقرار الأسعار، موضحًا أن سعر الزيت الخليط بلغ 13 جنيهًا للتر، و11 جنيهًا للزجاجة اللتر إلا ربع، مشيرًا إلى أن زيت عباد الشمس والذرة لا يبيعه لارتفاع سعره وعدم وجود إقبال عليه. أما حمدي أحمد ابوالنجا، بقال، فيقول إن سعر الزيت ارتفع عن الشهر الماضي بشكل ملحوظ، إذ وصل سعر الزجاجة للتر الخليط 12 جنيهًا وزيت عباد الشمس 16 جنيهًا وزيت الذرة 17 جنيهًا، لافتًا إلى أن ارتفاع سعر الزيت يرجع إلى عدم توافره بالأسواق وارتفاع سعر الدولار. مصطفى علي عارف، رئيس الرقابة بإدارة تموين قوص، يقول إن الزيت يعد من السلع الحرة، فلا يمكن أن يحرر محضرًا لارتفاع أسعاره، ولكن يمكنه تحرير محاضر لعدم وجود فواتير وعدم الإعلان عن الأسعار، موضحًا أن للمطاعم زيت مخصص ولا يمكن بالإدارة التموينية بيع زيت التموين لهم لأنه خاص للمواطنين المقيدين بجداول التموين فقط. أما محمد مرسى، مدير عام الغرفة التجارية بقنا، فيشير إلى أن ارتفاع أسعار الزيت يأتي بسبب توقف حركة الاستيراد من الخارج، والتي نتجت عن انخفاض سعر الجنيه أمام الدولار.