كد ضياء الأسدي رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري بالبرلمان العراقي أن المظاهرة التي دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لتنظميها غدا الجمعة بمختلف المحافظاتالعراقية لا تهدف إطلاقا إلى إسقاط رئيس الوزراء حيدر العبادي وإنما ستكون فقط رسالة أخرى قوية للحكومة ورئيسها للتعجيل بالإصلاحات المطلوبة. ونفى الأسدي في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن يكون حضوره لاجتماع الرئاسات الثلاث بالأمس، والذي أُقرت فيه خطة العبادي الإصلاحية تعني موافقة التيار عليها، مشددا على أن "التيار الصدري غير موافق على الخطة الإصلاحية المقدمة من العبادي ويختلف معه حولها ... ولكن اختلاف الرؤى لا يعني مقاطعة التيار للاجتماع الذي حضرته قوى سياسية عدة، حيث من الضروري الاستماع لوجهات نظرها أيضا". وأوضح أن التيار الصدري يريد أن تكون هناك استقلالية في ترشيح الوزراء المقبلين، بينما يتردد أن العبادي سيطلب من الكتل السياسية ترشيح هؤلاء التكنوقراط له لضمان موافقة هذا الكتل على حكومته الجديدة عند التصويت عليها. وكان التيار الصدري اقترح تشكيل لجنة من الخبراء ومن التكنوقراط المستقلين يتولون وضع معايير اختيار الوزراء، بينما يطالب آخرون بتقديم من يعتقدون هم أنهم تكنوقراط للعبادي، وهو ما يعتبره التيار الصدري بقاء للمحاصصة السياسية. ونفى الأسدي أن يكون هدف هذا الاجتماع هو استباق المظاهرة، وأوضح :"هذا الاجتماع كان مقررا من قبل ... فبين كل فترة وأخرى يلتقي قادة القوى السياسية في مكتب رئيس الجمهورية للتباحث بشأن الوضع السياسي". وكانت الرئاسات الثلاث في العراق وقادة الكتل السياسية قد عقدوا أمس اجتماعا تم فيه إقرار خطة العبادي الإصلاحية. وقال الأسدي :"مظاهرة الغد قائمة، وستكون أمام مختلف مجالس المحافظاتالعراقية. أما في العاصمة فسيكون مركزها أمام بوابات المنطقة الخضراء". ورفض الأسدي تشكيك البعض في جدوى دعوة التيار للتظاهر، خاصة وأن المظاهرة التي كان دعا إليها الجمعة الماضية للهدف ذاته لم تفلح في اجتذاب حشود غفيرة كما كان متوقعا، وشدد :"هذا ليس صحيحا، فمظاهرة الأسبوع الماضي في بغداد كانت حاشدة وأغلقت العاصمة كلها والتصوير الجوي لها يوضح ذلك بلا أدنى شك". وأضاف :"ونتوقع أن تشهد مظاهرة الغد نفس حجم التأييد والحشد ونفس الانضباط الجماهيري والدرجة العالية من الوعي، والذي تمثل في عدم رفع أي شعارات حزبية أو طائفية ، والتركيز فقط على المطالب الإصلاحية المشروعة". وأكد أن المظاهرات شهدت مشاركة جميع المكونات العراقية، وقال :"الجميع كانوا موجودين : السنة والمسيحيون والكرد وكافة طوائف الشعب العراقي". ونفى ما يتردد حول أن قيادات البيت الشيعي، والتيار الصدري في مقدمتها، قد اتفقت على الإطاحة بالعبادي وتمارس الآن ضغوطا على حزب الدعوة لاختيار بديل له، وقال :"هذا غير دقيق ولا صحة له ... لا نستهدف العبادي ولا نريد إسقاطه سياسيا أو شعبيا". إلا أنه عاد وأقر بوجود تباين في وجهات النظر داخل الكتل الشيعة بشأن استمرار العبادي، وأوضح :"نحن بالتيار الصدري اقترحنا أن يبقى العبادي على رأس حكومة تكنوقراط وشخصيات جديدة تتسم بالمهنية والخبرة لمدة عام، يتم خلاله مراقبة أداء الحكومة وأداء رئيسها، وإذا ما كان قادرا على إدارة زمام الأمور بشكل صحيح أم لا... نتطلع لإعطائه فرصة أخرى ، فإن نجح تترك الحكومة لعملها وإذا فشل تشكل لجنة برلمانية لسحب الثقة منها". وأضاف :"ولكن هناك كتلا أخرى ترى أنه طالما أن الحكومة الراهنة فاشلة فيجب ألا يقتصر التغيير على الوزراء فقط، وإنما يجب أن يمتد لشخص رئيس الحكومة ... كما أن هؤلاء يريدون أن يتم استبدال الوزراء الحاليين بوزراء جدد من ذات الكتل السياسية للوزراء الحاليين، ونحن نرفض ذلك". وأرجع الأسدي اختلاف وجهة نظر تياره عن باقي قوى البيت الشيعي بشأن اختيار شخصيات تكنوقراط مستقلة لعضوية الحكومة إلى أن هذا يهدف إلى "نزع المبرر الذي يتذرع به العبادي بكون حكومته غير قادرة على الإنجاز بسبب تأثر الوزراء بكتلهم السياسية والعمل وفقا لتوجيهاتها وليس وفق توجيهات وخطة عمل الحكومة... نريد نزع هذا المبرر وإعطائه فرصة". وأضاف :"كما نريد أن نتلافى الحديث المتكرر عن أن فشل الحكومات المتعاقبة بالعراق هو المحاصصة السياسية وأن الكتل السياسية تحمي وزراءها الفاشلين خاصة إذا تعرضوا للمساءلة القضائية ... نريد ونطلب من الكتل السياسية في هذه المرحلة أن تترك الجانب التنفيذي وتركز على الجانب التشريعي والرقابي عبر البرلمان". ولفت الأسدي إلى أن وزراء التيار الصدري قدموا استقالاتهم قبل شهر من مظاهرة الأسبوع الماضي لكل من العبادي ومقتدى الصدر، إلا أنهم مستمرون في أداء مهامهم حتى لا يتعرقل عمل مختلف الوزارات، متوقعا أن يتم الإعلان عن الوزارة الجديدة خلال يومين أو ثلاثة أيام طبقا لوعد قطعه العبادي للكتل السياسية. ونفى الأسدي صحة تقارير أشارت إلى أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني زار بغداد مؤخرا والتقى قيادات شيعية لضبط البيت الشيعي، وأكد أنه لم يعقد مثل هذا الاجتماع "لا داخل ولا خارج العراق". وحول دور الحشد الشعبي، قال :"الحشد الشعبي له مهمة محددة وهي قتال ما يسمى تنظيم الدولة الإرهابي، وقد حقق انتصارات بارزة وبذل جهودا وتضحيات جليلة لا يمكن تناسيها، ونريد له بعد نهاية مهمته أن تُحمى حقوق أبنائه". وأضاف :"البعض يقترح أن تشكل مؤسسة جديدة خصيصا له لحماية حقوقه ... ولكننا بالتيار الصدري مع فكرة أن ينضم للجيش العراقي كونه المؤسسة العسكرية الرسمية التي تضم جميع العراقيين". وأبدى الأسدي اندهاشه ممن يتحدثون عن انزعاج كبير أصاب البيت الشيعي نتيجة إعادة فتح السفارة السعودية أو تسليح العشائر السنية، مؤكدا أن "جميع طوائف الشعب العراقي أدركت أن التعايش هو خيارها الأول والأخير، وهو طوق النجاة للعراق بأكمله".