وقع هبوط أرضي منذ أكثر من 20 يوما بمحيط إحدى غرف الصرف الصحي بشارع المحطة "المجزرة" بمركز إطسا بالفيوم، ما أعاد لأهالي قرية جردو، التابعة للمركز، ذكرياتهم الأليمة عندما غرق ثلاثة أشخاص، اثنين منهم من أبناء القرية، داخل غرفة الصرف قبل 5 سنوات. الغرفة الملعونة يروي صلاح خليل، معلم، ذكرياته عن الواقعة فيقول: في عام 2010، كان أحد عمال الصرف الصحي، من قرية قحافة، يقوم بأعمال صيانة داخل غرفة صرف صحي بشارع المجزرة، وأثناء تجمع عدد من شباب القرية، وبعد مرور دقائق لم يخرج، فنادوا عليه لكنه لم يرد عليهم، فقرر أحد الشباب النزول لإنقاذه فلم يخرج هو الآخر، فنزل شاب ثالث، وكان مصيره مثلهما، إلى أن تجمع أهالي القرية ورفضوا نزول أحد حتى جاءت قوات النجدة وأخرجتهم بعد أن فارقتهم الحياة. ويضيف خليل: هذه الغرفة الملعونة تسببت أيضا في هبوط أرضي بالشارع، منذ 20 يوما، إضافة إلى تصدع عدد من المنازل، ولا نعلم ماذا ينتظر المسؤولين حتى يتحركوا ويقوموا بعملهم. رعب وقلق ويتابع محمد علي، قائلا إن منازل القرية مهددة بالانهيار، خاصة بعد ظهور شروخ في جدران منزله، منذرة بانهدامه، مضيفا أننا تقدمنا بعشرات الشكاوى، "ومش عارفين المفروض نعمل إيه، عشان المسؤولين يحسوا بينا". ويقول صلاح عليوة: إنه يخشى تطور الأمر أكثر من ذلك، وتنهار جميع المنازل المحيطة بالشارع، في ظل غياب أي تحرك من قبل المسؤولين، مضيفا أنه يذهب إلي عمله وهو مرعوب على أولاده وزوجته من أن ينهار منزله بسبب مجموعة من المسؤولين لا يشغلهم حياة البشر، على حد تعبيره. ويضيف علي عبد الحكيم، سائق "توكتوك": "نروح فين.. إحنا ناس عندها أولاد وعايزة تربيها وكل يوم بعدي من الشارع وانا متوقع إنهيار الشارع في أي وقت". تقصير وإهمال ويروي عمر العشيري، عمدة القرية، عن بداية المشكلة قائلا إنه صباح الثلاثاء الماضي في السابعة صباحا وأثناء خروجنا إلى الشارع، وجدنا هبوطا أرضيا بمحيط غرفة الصرف الصحي، ولكنه كان هبوطا بسيطا، وقد تخوفنا من تكرار القصة نفسها التي حدثت منذ حوالي ست سنوات، فقمنا بالاتصال برئيس الوحدة المحلية وإبلاغه بالواقعة، وفي غضون ثماني أيام قامت لجنة من مجلس المدينة للمعاينة، فاطمأن الأهالي نظرا للاستجابة، ولكن لم نعلم وقتها أنها مجرد إجراءات روتينية لتسكين غضب الأهالي فقط. ويضيف العشيري أنه بعد أيام من حدوث الهبوط، لاحظنا ظهور شروخ كبيرة في بعض المنازل، فقمنا بإرسال عدة شكاوى وفاكسات إلى هيئة الصرف الصحي ورئيس المجلس المحلي بمركز إطسا وكان الرد أنهم أرسلوا الحالة وفي انتظار جلب مجسات ولجنة للعمل في هذه الأغطية. ويخبرنا العشيري بأن المهندسة التي جاءت للمعاينة قالت أن مهندسي الصرف يخشون القدوم والعمل خوفا من الهلاك نظرا لخطورة وعمق الغرفة، مشيرا إلى أن التقصير والإهمال يتحمله كل من مجلس المدينة وهيئة الصرف الصحي، نظرًا لسوء تنفيذ هذه الغرف، مقترحا بأن يتم تحويل خط الصرف من خلال تفريعة أخرى كحل أولي للمشكلة. رد مسؤول ومن جانبه، يقول عبد الحميد جمعة، رئيس الوحدة المحلية بالقرية، إنه منذ بداية المشكلة يرسل يوميا فاكسات إلى هيئة مياه الشرب والصرف الصحي، والتي أرسلت عصر اليوم السبت لجنة من هيئة مياه الشرب والصرف الصحي، بصحبة المقاول المسؤول عن تنفيذ خط الصرف الصحي بالقرية، واكتشفت كسر خط المياه أيضا، وتقوم الآن بإصلاحة للبدء خلال يومين على الأكثر في إصلاح خط الصرف الصحي ومعالجة الهبوط. ويشير جمعة إلى أن المقاول أبلغه أن الوضع به خطورة على العمال الذين يسعملون لإصلاح خط الصرف، أو تحويل مجراه نظرا لأن الغرفة عمقها 5 أمتار وتحتوي بالطبع على غازات قاتلة، فأجاب بأنها مسؤولية الشركة، ويجب أن توفر الحماية اللازمة لعمالها، ولكن يجب أن تنتهي المشكلة، التي تهدد أرواح الأهالي، خاصة وأن لهم ذكريات أليمة مع خط الصرف هذا بعد مصرع ثلاثة أشخاص بينهم إثنيين من أهالي القرية عام 2010. خطورة الهبوط "ولاد البلد" توجهت بالمشكلة لمحمد سليمان طلبة، رئيس المجلس المحلي لمركز ومدينة إطسا، فقال إنه بالفعل يعلم خطورة الهبوط الذي حدث لغرفة الصرف في الشارع الرئيسي في قرية جردو، ويخشى على كل فرد من أهالي القرية، لذلك أرسل عددا كبيرا من الفاكسات لهيئة الصرف الصحي بالمحافظة، من أجل حل المشكلة، وجاءت لجنة للمعاينة منذ أيام، ولكن لم يتخذ أي إجراء لحلها لعد، وهناك لجنة أخرى من الهيئة توجهت اليوم للمكان. ويشير طلبة إلى أنه سيتوجه للمستشار وائل مكرم، محافظ الفيوم، للاستعانة به، إذا لم تبدأ هيئة الصرف الصحي في العمل غدا لحل المشكلة، التي تهدد منازل وأرواح أهالي القرية. يذكر أن "ولاد البلد" حاولت التواصل عدة مرات مع مسؤولي هيئة مياه الشرب والصرف الصحي، عبر الهاتف، لكن أحدا لم يجب.