قال الكاتب محمود بدوي، إن رواية "الزيني بركات" أحدثت قفزة نوعية في كتابات جمال الغيطاني، وأسست للمفاهيم سيعمل عليها بعد ذلك لأن الزيني بركات في حقيقة الأمر استطاعت، أن تجمع مجموعة من العناصر التي جعلته ممتيزًا عن أبناء جيله. وأضاف بدوي - خلال كلمته التي ألقاها في ندوة "مشروع الغيطاني" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 47، اليوم الخميس، أن الغيطاني عبر عن الصراع العربي الإسرائيلي بأنها معركة وجود وليس معركة ثقافات واقتصاديات كما صورها أبناء جيله من الكٌتاب. وأشار إلى أن بالرغم من كل هذه الإنجازات لم تكن رواية الزيني بركات تمثل تفتت الواقع ولا تمزقه كما حدث في روايات أخري لزملائه مثل "تلك الرائحة" كانت تقول أن الواقع ينعكس للكاتب مفتت ومجزأ. من جانبه، قدم الناقد حسين حمودة، الشكر لهيئة العامة للكتاب على اختيار شخصية المعرض هذا العام لجمال الغيطاني، موضحًا أن مشروع جمال الغيطاني بكلمات قليلة هو مشروع متنوع وممتد ومتفرد لأنه أرتبط بمجالات عدة خاضها واكتشفها عبر عقود متصلة. وأشار حمودة إلى هناك ما يسمي في تجربة الغيطاني تبني ما يشبه البذرة الأساسية التي وضعها منذ بدايته الأولى، مضيفًا: "أن مشروع جمال الغيطاني، متفرد لأنه ظل يحمل دائما طيلة الزمان سمات في الكتابة على المستوى الفني، وأيضا ظل مقرون بثورة متميز النبرات التي كتبت عنه". وتابع حمودة: " أن يتمنى استكمال أعمال جمال الغيطاني سواء رويات أو مجموعات قصصة التي أكتشفت مناطق غير مجهولة، كما ناقشت وقائع حارة الزعفران، عالم الحرب بجانب لحظات استثنائية، بجانب التقاط وقائع من الواقع اليومي تنمي الي تاريخ مصر البسيط مثل الزيني بركات". قال الروائي سعيد الكفراوي، إن الراحل جمال الغيطاني كان يردد أن الكتابة فعل ضد النسيان كتب مشروعه من خلال تجربته في الحياة، مضيفًا: "حين نتأمل حياة جمال الغيطاني نجد أنها حياة موازية للأدب وفي النهاية تصف صاحبها بأنه رجل أدب". وأوضح الروائي، أن جمال الغيطاني ولد في قرية جهينة تابعة لأسوان وعاش طفولته في هذا المناخ القاسي الحار وانتقل إلى الجمالية مع والده ودرس النقش والسجاد وتعرف على طريقة الثقافة واعتقل عام 1966 وكان يمثل جيل ضد سلطة القمع للانتصار لقيم العدل تلك الحياة هي التي كاتب بها الغيطاني رواياته، وتأمل الواقع كان واحدا من أصحاب الإرادة القوية.
