يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا اليوم الأحد في مقر الجامعة العربية في القاهرة لبحث الهجوم على السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران، ويتوقع على نطاق واسع تتفق الدول العربية على إجراءات ضد طهران. وقال مسؤول عربي بارز إن هناك اتصالات دولية وعربية "لتخفيف حدة" البيان، سعيا لتخفيض مستوى التوترات بين الرياضوطهران والتي لها تداعيات على مساعي التوصل إلى حل سياسي في سوريا واليمن. وقال المسؤول في تصريحات لمصراوي الأحد إنه من المتوقع أن يبحث وزراء الخارجية العربي "إجراءات واجب اتخاذها تجاه التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية ودعمها للجماعات المسلحة مثل حزب الله والحوثيين والنظام السوري". وأضاف أن هناك شبه اتفاق عربي على إصدار بيان "يدين بشدة" الهجوم على سفارة السعودية في طهران قنصليتها في مشهد، فضلا عن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، في إشارة إلى الانتقادات التي وجهت للمملكة العربية السعودية في أعقاب تنفيذ حكم الإعدام في 47 مدانا بالإرهاب والتحريض بينهم رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر. وأثارت الإعدامات موجة من الانتقادات الحقوقية واسعة النطاق، وكان لإعدام النمر تداعيات على العلاقات السعودية الإيرانية حيث خرجت احتجاجات عنيفة في إيران والسعودية والبحرين للتنديد بإعدام رجل الدين الشيعي المعارض للحكومة السعودية. وقطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران وأمرت البعثة الدبلوماسية الإيرانية بمغادرة أراضيها في غضون 48 ساعة في أعقاب الهجوم على البعثة الدبلوماسية السعودية في طهران. وسارت البحرين والسودان وجيبوتي على نهج السعودية وقطعت علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية، فيما خفضت الإمارات العربية المتحدة مستوى التمثيل الدبلوماسي في إيران، واستدعت كل من الكويت وقطر سفيريهما في طهران للاحتجاج على اقتحام السفارة والقنصلية السعوديتين. وقالت السعودية أنها تدرس القيام بخطوات جديدة ضد إيران. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحفي يوم السبت إن "المملكة تدرس اتخاذ إجراءات إضافية ضد إيران في حال استمرت في اعتداءاتها"، ولم يذكر أية تفاصيل. ووصف الجبير إيران بأنها دولة راعية للإرهاب، مضيفًا أن "إيران دأبت على التدخل في شؤون دول الجوار ورعت الإرهاب، وبدأت بالتصعيد ونحن نتخذ الإجراءات المناسبة على ضوء ذلك". غير أن وزير الخارجية الإيران قال إن السعودية أمامها "خيارا حاسما" - إما أن تواصل دعمها للمتطرفين وتعزيز الكراهية الطائفية أو تعزيز الجيرة الطيبة والاستقرار الإقليمي، بحسب خطاب بعث به إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقال محمد جواد ظريف إن إيران "ليس لديها رغبة أو مصلحة في تصعيد التوتر في جوارنا"، وتأمل أن "تصغي السعودية الى صوت العقل". وقال المسؤول إن هناك اتصالات من قوى دولية وإقليمية تسعى لتخفيف التوتر بين السعودية وإيران، وعدم اتخاذ إجراءات تصعيدية خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب. وأوضح المسؤول أن هناك دولتين عربيتين سعتا منذ اندلاع الأزمة إلى تفادي المواجهة من خلال اتصالات مع الجانبين. رفض المسؤول الإفصاح عن اسم الدولتين. ويرجح أن تكون عمان إحدى هاتين الدولتين بالنظر إلى دورها في المحادثات التمهيدية من أجل التوصل إلى الاتفاق النووي التاريخي بين القوى العالمية الكبرى بقيادة الولاياتالمتحدةوإيران في يوليو الماضي. وقالت بغداد إنها تسعى بين الرياضوطهران لمنع تدهور الأمور أكثر من ذلك. واجتمع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض يوم السبت، حيث أعلن المجلس تضامنه الكامل مع السعودية، ولوج باتخاذ المزيد من الاجراءات ضد إيران. وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف بن راشد الزياني، في مؤتمر صحفي مشترك مع الجبير إن "التصريحات الإيرانية بعد الأحكام القضائية في السعودية كانت محرضة للاعتداء على السفارة". وشدد الزياني على أن "دول الخليج الست تقف صفًا واحدًا مع السعودية، مؤكدًا أن "دول المجلس ستتخذ المزيد من الإجراءات للتصدي للاعتداءات الإيرانية".