تعامدت الشمس، الأربعاء، على مقصورة الإله آمون ، داخل معبد الملكة حتشبسوت ، في جبل القرنة التاريخي ،غرب مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر. ورصد فريق من الباحثين المصريين ، برئاسة الباحث أحمد عوض ، عملية التعامد التي استمرت عشر دقائق بالصور ،وفقا لرؤية تاريخية تؤكد حدوث شروق للشمس على معبد " حتشبسوت " يومي التاسع من شهر كانون أول/ ديسمبر ، والسادس من كانون ثان/ يناير في كل عام، في مناسبة عيد الآلهة حتحور. وشارك فريق من الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية في عملية الرصد ، تمهيدا لوضعه على الأجندة السياحية لمحافظة الأقصر ، اعتبارا من العام المقبل. وقال الباحث المصري أحمد عوض، إن الهدف من عملية رصد تعامد الشمس في معبد الملكة حتشبسوت ، هو الوقوف على حقيقة ظاهرة تعامد أشعة الشمس على المعابد والمقاصير المصرية القديمة إبان شروق الشمس في أيام بعينها خاصة مع شيوع أراء في الآونة الأخيرة مفادها بأن تلك الظاهرة محض صدفة, ومن ثم نستهله بمناقشة نتائج أحدث دراسة منشورة حول تصنيف وجهة المعابد والمقاصير المصرية القديمة وهي دراسة البعثة "المصرية -الأسبانية", حيث يتبين بالدلائل والمرجعيات الأثرية عقب تلك المناقشة جنوح نتائج تلك الدراسة عن الحقائق والثوابت السائدة في علم المصريات. ولفت إلى أن هذا يدفع إلى وضع تصنيف جديد حول طرق بناء ووجهة المعابد والمقاصير المصرية القديمة بناءً على المفاهيم المعمارية والدلالات الدينية السائدة آنذاك, والتي تؤكد بدورها بناء المصري القديم سالف عمائره الدينية من وجهة نظر لاهوتية بتدشينها كبرزخ سماوي يسلكه قرص الشمس مع معبوده ورفقته المقدسين في ترحالهم ما بين العالم السفلي والعالم المرئي, وعليها يتأكد لنا أن كافة تلكم العمائر الدينية تتوجه قبلتهم نحو مواطن شروق أو ظهيرة أو غروب قرص الشمس سواء بصورة فلكية مباشرة في أيام أعياد بعينها أو بصورة رمزية طبقاً لما ورد في النصوص الدينية, مما يدفع إلى مناقشة الآراء الشائعة حول التقويم المصري القديم وذلك لتحديد مواقيت تلكم الأعياد على ذلك التقويم وما يوافقها بالتقويمين "اليولياني"و"الجريجوري". وأوضح أن هذا يؤكد صدق مقصد المصري القديم في تدشين ظاهرة تعامد أشعة الشمس على عُصبة من معابده ومقاصيره المقدسة إبان شروق أيام بعينها وهو ما يؤكده أيضاً الدلالات اللاهوتية لأشعة الشمس, ومنها يتم اختتام النتائج بتوثيق كافة البيانات الخاصة بتلك الظاهرة على عدد من المعابد والمقاصير المصرية القديمة كأمثلة لم يسبق توثيقها من قبل وذلك إبان شروق أيام بعينها في الوقت الحالي مع مراعاة تحديد تلكم الأيام وقت بداية بناء تلكم المعابد والمقاصير. وأشار إلى استخدام برنامج الحاسب الآلي"Starry Night" في تحديد تلكم الأيام للأخذ في الاعتبار ظاهرة "السبق- Precession" الفلكية, وهي معابد "الدير البحري", "كلابشة", ماميزي "دندرة", ماميزي "إدفو", "هيبس", "دير الحجر" و"قصر غويطه", وذلك إلى جانب تحديد أيام حدوث تلك الظاهرة على معبديّ "أبوسمبل" و"الكرنك"وقت بناءهم قديماً.