جددت دول جوار ليبيا خلال اجتماع أمس الثلاثاء في الجزائر تأكيدها على أن ''الحل السياسي'' على النحو الذي اقترحته الأممالمتحدة يمثل ''قاعدة'' تضمن تسوية دائمة للأزمة الليبية وتمكن من الحفاظ على سيادة البلاد ووحدتها، معربة عن قلقها البالغ من تنامي النشاط الإرهابي في هذا البلد خاصة تنظيمات الدولة الإسلامية (داعش) والقاعدة وأنصار الشريعة. وشارك في الاجتماع السابع الذي ترأسه عبد القادر مساهل الوزير الجزائري للشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، وزراء خارجية مصر وتشاد والنيجر وليبيا والسودان وتونس. كما حضره ممثلون عن الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي. وأعربت دول الجوار في البيان الختامي للاجتماع عن قلقها البالغ إزاء تنامي النشاط الإرهابي في هذا البلد لاسيما تنظيمات الدولة الإسلامية والقاعدة وأنصار الشريعة، داعية إلى تكثيف وتنسيق الجهود للتصدي لهذه الظاهرة. وترى دول جوار ليبيا أن ''غياب أي حل للأزمة بهذا البلد يصب في مصلحة الإرهاب بمختلف شبكاته ذات الصلة بالجريمة المنظمة وجميع أشكال التهريب العابر للحدود خاصة تلك المتعلقة بالمخدرات والأسلحة والمقاتلين الأجانب والهجرة غير الشرعية والتي تشكل تهديدا لأمن واستقرار ليبيا ودول الجوار''. وتعيش ليبيا في فوضى وأعمال عنف منذ الإطاحة بالزعيم الليبي السابق معمر القذافي وقتله في أغسطس 2011. وتتنازع حكومتان وبرلمانان على حكم ليبيا، حيث تعمل الحكومة المعترف بها دوليا في شرق ليبيا، فيما تعمل حكومة أخرى مدعومة من الإسلاميين في العاصمة طرابلس بعد طرد الأولى. وتستغل التنظيمات المتطرفة حالة الفوضى في البلاد وتفرض سيطرتها على أجزاء كبيرة من البلاد الواقعة في شمال أفريقيا على شاطئ المتوسط. وتجري الأممالمتحدة منذ أكثر من عام مفاوضات مع الأطراف المتنازعة هناك من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية. وعبر الوزراء المشاركون في الاجتماع لرئيس بعثة الدعم للأمم المتحدة في ليبيا الجديد مارتن كوبلر، عن دعمهم التام لمهمته في التوصل إلى حل سياسي وسلمي للأزمة في ليبيا منوهين بالجهود التي بذلها سلفه برناردينو ليون. كما شددوا على أن تشكيل حكومة وفاق وطني في ليبيا تتطلب مساعدة المجموعة الدولية ودعمها في مجابهة التحديات المتعددة على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي التي تواجهها ليبيا. وناشد المجتمعون أطراف الحوار الليبي المصادقة على الاتفاق السياسي المقترح من طرف المبعوث الأممي واغتنام فرصة هذا المنعطف لتحقيق آمال وتطلعات الشعب الليبي.