نظمت قناة الغد العربي الإخبارية حفل انطلاق القناة بشكلها الجديد بأحد فنادق العاصمة المصرية، والتي تعد أول قناة عربية إخبارية تبث من القاهرة. وقامت القناة، أمس الأحد بدعوة عدد من رموز الإعلام العربي والغربي، بالإضافة إلي عدد كبير من رجال الاعمال والسياسة، ومن ابرز الحضور رئيس وزراء المملكة المتحدة السابق .
والقي عبد اللطيف المناوي، العضو المنتدب لقناة "الغد العربي"، كلمة افتتاح الملتقي، واشار إلي أنه تم اختيار العاصمة المصرية لتكون شاهدة علي انطلاق أكبر قناة عربية إخبارية تبث من القاهرة .
وقامت القناة بتنظيم ندوة حول مستقبل الشرق الأوسط، لمناقشة السياسات العالمية، وأثرها في تشكيل مستقبل المنطقة العربية، بعد مرور خمسة أعوام على الربيع العربي، قدمتها الإعلامية جيزال خور، الخبير الاقتصادي وهرناندو دي سوتو.
وتحدث خلال الجلسة الأولى من الندوة إيرك تراجر، زميل معهد واشنطن والخبير في السياسة المصرية، وفرانسيس ريتشاردوني، مدير مركز رفيق الحريري في الشرق الأوسط، والسفير السابق للولايات المتحدةالأمريكية في مصر وتركيا.
وناقشت الجلسة الأولى آثار الصراعات الطائفية والسياسية في سوريا والعراق واليمن في تشكيل مستقبل المنطقة، وأجابت عن التساؤلات المطروحة حول السياسات الروسية الأمريكية في العالم العربي.
ومن أبرز حضور الجلسة بيتر هارلينغ مدير مجموعة إدارة الأزمات العالمية بمصر والعراق وسوريا ولبنان، والذي أكد خلال كلمته علي أن منطقة الشرق الاوسط صنعتها التدخلات الغربية ولكنها كانت تعتمد على المصالح المشتركة.
ومن جانبه قال فرانسيس ريكاردوني السفير الامريكي السابق لدي تركيا، الشعب هو محور التركيز والاهتمام ولا يجب علينا التركيز على داعش فقط، الهدف هو القضاء على العنف في الشرق الاوسط من ابرزها سوريا والعراق .
وحضر الجلسة الثانية للمنتدي عادل درويش صحفي مصري بريطاني مقيم في بريطانيا و متخصص في سياسه الشرق الأوسط ، جوديث ميللر كاتبة صحفية أمريكية بصحيفة "نيويورك تايمز"، وأنتوني بوديستا سياسي أمريكي، وديفيد ريج دير منظمة بروجيكت أسوسيت الاستشارية البريطانية المتخصصة في إدارة الأزمات، جهاد الخازن صحفي وكاتب فلسطيني يحمل الجنسية اللبنانية.
وقالت جوديث ميللر، هناك تركيز كبير على الإعلام المصري وضغطًا كبيرًا عليه، ونعلم جيداً نعرف أن مصر تمر بمرحلة أمنية دقيقة في الوقت الحالي، كما أن هناك ضغط على الإعلام المصري تهدد الصحفيين وعملهم، الاعلام العربي يلعب دورًا كبيرًا منذ ثورات الربيع العربي.
واجابت جودث ميللر علي سؤال حول كيف تتعامل الولاياتالمتحدة مع حرية الرأي إذا تعارضت مع الأمن القومي الأمريكي؟، لماذا تستبقون الأحداث المتعلقة بالعالم العربي في الاعلام البريطاني والأمريكي؟
واجابت ميللر، بريطانيا لديها مقيدات ومحددات أخرى متعلقة ما يتم نشره وما لا يتم نشره، كل يوم تتخذ قرارات فيما يجب نشره وما لا يجب نشره، وهناك ميلًا للنشر.
وتابعت ميللر، مكافحة الإرهاب في مصر ستتم بصورة أنجح لو هناك حرية أكبر للصحافة في مصر، مصر تتجه إلى المزيد من الرقابة، إذا منعت حكومة ما السبيل عن نشر خبر معين، فإن هناك سبل أخرى لنشر الخبر.
واجابت ميللر علي سؤال كيف يتم التعامل مع حرية التعبير إذا ما تعارضت مع الأمن القومي، مثلما حدث مع الطائرة الروسية ؟
كل وكالة إخبارية أو إعلامية قالت لا توجد معلومات مؤكدة بخصوص حادث الطائرة الروسية نظامنا لا يصلح في مصر التي تتجه الآن نحو الرقابة ورأيي أن محاربة الإرهاب لن تتم إلا بحرية الصحافة.
ومن جانبه قال جهاد الخازن، أن المستقبل هو مع الإعلام الجديد وأكبر الصحف المطبوعة في الغرب تعاني الأن من النفقات وقلة الفئة المستهدفة، واشار الخازن إلي أن المشكلة مع الصحافة والإعلام الأمريكي إنها تمثل وجهات النظر الأمريكية ولا تمثل البلدان العربية .
ومن جانبه قال عادل درويش، أن الاعلام الجديد وخاصة تويتر له تأثير مهم الآن على البرلمان في بريطانيا، قبل الإنترنت كان هناك الكثير من العمل، وكان عملًا ناجحًا للغاية وكان لدينا وسيلة لمعرفة رأي الجمهور، يجب أن نعلم أن الاعلام الغربي اثناء حرب الخليج لم يكن ضد العرب، أن الإعلام الغربي يريد أن يعرف المزيد عن الشرق الأوسط وأكد درويش علي أن العرب سيمتلكون صحافة حرة عندما يكون هناك تمويلًا ذاتيًا.
واختتمت الغد العربي انطلاقتها بكلمات من رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، الذي قام في بداية كلمته بنقل التعازي لضحايا أحداث باريس الارهابية.
واشار بلير إلي أنه يرفض بشكل كامل الاستخدام السيء للدين ضد الأبرياء من المدنيين، وطالب بضرورة توحيد الإرادة لمواجهة وهزيمة تنظيم داعش الارهابي.
وأكد بلير علي أن دائرة العنف خرجت من المنطقة العربية وتم تصديرها للغرب، وأنه إذا لم يتم هزيمة هذه الممارسات الإرهابية في المنطقة العربية أولا لن يتم هزيمتها في أي مكان آخر.
وشدد بلير على أن أمن وسلامة مصر يعني أمن وسلامة الشرق الاوسط.
وأشار بلير إلي أن مستقبل الامم في النهوض هو التعليم ويجب توفير تعليم جيد للشباب لأنهم مستقبل الأمة للنهوض بالاقتصاد.
شهد الحفل حضور كل من رجل الأعمال نجيب ساويرس، ورجل الأعمال صلاح دياب في أول ظهور إعلامي له بعد خروجه بكفالة في قضية السلاح بدون ترخيص، والمفكر السياسي مصطفى الفقي والفنانة يسرا وعدد كبير من رجال الإعلام منهم مصطفى شردي وأحمد المسلماني وحافظ المرازي ضياء رشوان، نقيب الصحفيين السابق، والكاتب الصحفي عبد الله السناوي، والإعلامية اللبنانية جيزال خوري، المذيعة بقناة «بي بي سي»، والأديب يوسف القعيد.
