أعلنت إدارة الدورة السابعة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي منذ أيام، افتتاح الفنانة الأمريكية "ميريل ستريب" للدورة الجديدة، والمقرر بدايتها اليوم، الحادي عشر من نوفمبر الجاري، بفيلمها "Ricki and the flash"، والذي عٌرض في السينمات الأمريكية بأغسطس الماضي. يُرفع الستار عن شاشة السينما، لترى سيدة ستينية تقف على المسرح كفتاة في العشرين من عمرها، ترقص وتقفز وتصرخ بأغاني "روك أند رول"، فتكتشف إنها ميريل ستريب "ريكي"، واقفة وسط فرقتها والتي تحمل اسم "ذا فلاش"، مجموعة من عشاق الموسيقى، الذين رسموا لأنفسهم مستقبلا مخالف تمام لما يعيشوه الآن. ميريل ستريب: أغنية من فيلم Ricki and the flash: تعيش "ريكي" حياة مزدوجة مساءً مغنية روك مليئة بالحيوية، أما في الصباح حياة مملة وروتينية جدا، ولكنها مجبرة من أجل الحصول على المال،فتتحول لعاملة في أحد مراكز التسوق الكبرى، ويسيطر عليها شاب لا يتجاوز عمره نصف عمرها، إلا أن حياتها تنقلب رأسا على عقب عندما تصلها رسالة من زوجها السابق، يخبرها أن ابنتها تمر بفترة عصيبة بعد خيانة زوجها لها، فتضطر للرجوع إلى المنزل الذي تركته منذ أكثر من عشرة اعوام. تبدو قصة الفيلم عادية جدا، ومكررة وحدثت لأكثر من مرة في أكثر من فيلم أمريكي، أمثال "the big wedding" لديان كيتون وسوزن سارندون، و"Danny Collins " لأل باتشينو، وغيرهم، إلا أن أداء ستريب يجعل منه فيلما استثنائيا، بحسب الكثير من النقاد. تمكنت الممثلة الحاصلة على جائزة الأوسكار لثلاث مرات، تجسيد الصراع الموجود داخل كل امرأة، بين حياتها الأسرية وكونها أم، وطموحها بأن تحقق طموحها المهني أو الشخصي بمنتهي الحرفية، فلم تستطع تلك الشخصية عمل موازنة بين "ريكي" عاشقة الريك أند رول، و "ليندا" الأم لثلاث أطفال ولزوج لا يزال يعشقها حتى بعد انفصالها وارتباطه بأخرى. ميريل ستريب في فيلم into the woods: لا تعد تلك المرة الأولى التي تشارك فيها ستريب في فيلم يعتمد بشكل شبه كلي على الغناء، فسبق لها الغناء في فيلم"Silkwood" عام 1983، و "Heartburn"، "mamma mia" عام 2008، وفيلم " into the woods" عام 2014، ولكنها بذلت مجهودا كبيرا في دور ريكي، فعلى الرغم من بلوغها عامها السادس والستين، إلا أنها تبدو رشيقة ونشيطة، مرنة على المسرح، تصرخ بأعلى صوتها، تقفز من فوق المسرح وتشارك الجمهور الرقص في تلك الحانة المحلية، وتنتقل من مكان إلى أخر مليئة بحيوية وانطلاق فتاة في العشرين من عمرها. تأخر تصوير الفيلم عن المدة التي حددها مخرجه جوناثان ديم، والمنتجين، لإصرار ستريب على تعلم الجيتار، فيقول عنها ديم في لقاء عقب عرض الفيلم "تصر أن تصل للكمال، واعتقد أنها بلغته منذ سنوات طويلة"، فذلك ليس جديدا عليها، فهي في العادة تبذل مجهودا ضخما في تحضير الدور، حيث تعلمت العزف على الكمان، بممارسته ست ساعات لثمانية أسابيع من أجل لعب دور البطولة في فيلم "music of the heart"، وزادت وزنها لأكثر من 6 كيلو من أجل دورها في فيلم "Julie and Julia" مع إيمي أدامز، والذي رشحها لجائزة أوسكار كأفضل ممثلة في دور رئيسي، وتعلمت مختلف اللهجات حتى لا تقف عائقا أمامها للعب أي دور. ميريل ستريب: dancing queen – mamma mia:
تقول ستريب إن شخصية "ريكي" كانت من بين أكثر الأدوار المحببة لقلبها، فالفيلم لا يفسر أسباب انفصال العائلة، ويعتمد أكثر على ردود أفعال الشخصيات وعلى أسلوبهم في التعامل معا، فأداؤهم هو الوسيلة الرئيسية في توصيل الفكرة للجمهور. وكان من المفترض أن تغني ستريب ثلاث أغاني فقط في الفيلم، ولكنها اكتشفت إنهم عشرة وستؤديهم مباشرة على المسرح لن يتم تسجيلهم، بالإضافة إلى أنهم لمطربين كبار في موسيقي "الروك أند رول"، مثل ليدي جاجا، وبينك، وغيرهم. خلال 44 عام هي فترة عملها في التمثيل، لم تتوقف ميريل ستريب عن إذهال الجميع، سواء كانو الجمهور المتابعين لها في جميع أنحاء العالم، أو الممثلين الذين شاركوها أعمالها الفنية مثل روبرت دي نيرو والذي قال عنها إنها الممثلة المفضلة بالنسبة لها، وأكثر من يفضل العمل معهم، وأن هاثاوي التي قالت إنها عشقت العمل برفقتها في فيلم "The divel wears prada" وتعتبرها مثلها الأعلى، والممثلة الشابة أماندا سيفيريد والتي قالت عقب الانتهاء من فيلم "mamma mia" إنها إذا حققت نصف نجاح ستريب ستكون راضية جدا عن نفسها، وتعتبر مشاركتها لفيلم من أهم الخطوات في مسيرتها الفنية. ميريل ستريب: bad romance: تقول ستريب إنه درس وتعلمته أثناء دراسة الدراما في جامعة يال، حيث سألهم المعلم كيف يمكنك إن تكونِ ملكة، فأجاب الجميع بالسلطة والتحكم في الموقف، فقال لهم : لا، هذا عن كيفية تحريكك للهواء في الغرفة أثناء سيرك. "ومنذ ذلك الوقت أحاول فعل ذلك".