قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، في الرياض يوم الأربعاء، إن العمليات العسكرية للتحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن تقترب من نهايتها. وأضاف هاموند للصحافيين عقب محادثات مع الملك سلمان بن عبد العزيز ومسؤولين أخرين من الأسرة الحاكمة "نلاحظ ان المرحلة العسكرية في هذه الحملة تقترب من نهايتها لأنه بات لقوات التحالف موقعا عسكريا مهيمنا في البلد". وقال إن المحادثات تركزت على الحاجة "الآن الى تسريع النقاش السياسي" وضمان انضمام المتمردين الحوثيين وحلفائهم الى المفاوضات لإجراء محادثات "جادة ومعقولة". وقد أبلغ مبعوث الأممالمتحدة الخاص لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مجلس الأمن الجمعة أن الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح "ملتزمون بشكل واضح" تنفيذ القرار 2216. ويدعو القرار الى انسحاب المتمردين من المدن الرئيسية وتسليم جميع الأسلحة الثقيلة للدولة. وأضاف مبعوث الأممالمتحدة أن حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي وافقت على إرسال وفد إلى المفاوضات المقبلة، التي لم يتم تحديد موعدها بعد. قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال مؤتمر صحافي مشترك مع هاموند "نحن متفائلون بأن تؤدي هذه المحادثات إلى مكان ما". وأضاف الجبير أنه يبدو أن التحرك العسكري يتجه إلى نهايته. لكن طيران التحالف العربي شن مساء الأربعاء سلسلة غارات على مواقع وتجمعات الحوثيين في الأطراف الجنوبية والغربية في تعز، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية. وأشارت المصادر إلى أن مقاتلات التحالف قصفت مقر اللواء 35 في غرب المدينة وجبل الهام في وادي الضباب ومقر كلية التربية في جامعة تعز، ودبابة قرب السجن المركزي في ثالث مدن اليمن. ومنذ مارس يشن تحالف عربي بقيادة السعودية غارات جوية مكثفة على المتمردين الحوثيين الشيعة الذين انطلقوا من معقلهم في صعدة في شمال اليمن وسيطروا في يوليو 2014 على انحاء واسعة من البلاد بما فيها صنعاء. وأوقعت الحرب في اليمن حوالى خمسة الأف قتيل بينهم اكثر من 2600 مدني وأكثر من 25 الف جريح وفقا لأرقام الاممالمتحدة. وكان ولد الشيخ أحمد قال امام مجلس الأمن أن شعب اليمن يواجه وضعا "كارثيا"، مع قرابة 21 مليون نسمة، 80 في المئة من السكان، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية. واضاف ان حصارا بحريا يفرضه التحالف يمنع السفن من جلب إمدادات الوقود إلى اليمن، وما يتركه ذلك من تأثير سلبي بالنسبة للمستشفيات خصوصا. لكن الجبير قال للصحافيين ان المملكة "اتخذت خطوات لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية"، مع وجود نحو 20 سفينة قبالة سواحل اليمن المطلة على البحر الاحمر. وأعرب هاموند عن "السعادة لسماع خلال مناقشاتنا التفاصيل المتعلقة بفتح موانئ البحر الأحمر" أمام حركة التجارة. وأضاف وزير الخارجية البريطاني ان من شان ذلك ان يتيح الغذاء والوقود وغيرها من الامور الضرورية فضلا عن المساعدات الإنسانية. وتنتقد جماعات حقوقية مرارا الغارات الجوية لقوات التحالف في اليمن، مؤكدة انها تضرب مناطق لا توجد فيها أهداف عسكرية. وقد ندد أمين عام الاممالمتحدة بان كي مون الثلاثاء بغارات شنتها طائرات حربية بقيادة السعودية على مستشفى تديره جمعية "اطباء بلا حدود". وأوضحت المنظمة ان المستشفى في معقل المتمردين في محافظة صعدة تعرض مرارا ليل الاثنين للقصف لكن دون ان يسفر ذلك عن اصابات. ونفت السعودية الأربعاء قيام التحالف العربي بقصف المستشفى. وقالت البعثة السعودية لدى الأممالمتحدة في بيان إن "مقاتلات التحالف العربي لم تهاجم المستشفى" ولم تكن متواجدة في صعدة في ذلك الوقت. وأضاف البيان أن قوات التحالف تسلمت الاحداثيات الدقيقة للمستشفى المصنف من "بين الاهداف المحظورة". وتابع "ولذلك، لا يمكن أن يكون المستشفى استهدف من قبل قوات التحالف".