"حد عاوز شاي".. سؤال تُطلقه أم ملك للسائرين، تسلك طريقها بجوار النصبة المقيمة للشاي أمام اللجان الانتخابية، في شارع متفرع من الهرم تُقام لجنتين انتخابيتين، لا أحد يجيب عن سؤال السيدة المتشحة بالسواد، ذات البشرة السمراء الضاحكة، رغم قلة الرزق هذا اليوم. انتصف اليوم وعدم الإقبال على اللجان يؤثر على رزق أم ملك، تجلس في ذلك المكان بمواسم الانتخابات، لا تنتظر طالبي الشاي، تنهض ليرتفع صوتها بالسؤال، بيديها صينية، فيما تصحبها ابنتها الصغيرة ملك، التي تُساعدها في توزيع أكواب الشاي، لا ترد ملك عن الأسئلة، تُمسك ذيل عباءة والدتها، وتتبعها. بمواسم الانتخابات المُختلفة تجلس السيدة، تبيع الشاي، تذكر أن الانتخابات الرئاسية عام 2012 ازدادت فيها أعداد الناخبين "وفي 2013 كانت الناس على الصفين"، فيما قلّت الأعداد بانتخابات الرئاسة 2014، وحتى الآن انتصف اليوم، ولم تحصل أم ملك على رزقها المُعتاد من تلك الأيام. لا تعرف أم ملك أين تقع دائرتها الانتخابية بالضبط، حيث تنقسم منطقة الكُنيسة التابعة لها إلى دائرتين؛ العمرانية والطالبية، فيما يرُشدها الناس إلى أسماء المرشحين "بيقولولي أسامي كتير بس مش عارفة أختار مين فيهم"، ولكنها تقول إنها سوف تنتخب بآخر اليوم.