يبدو أن الأسبوع الدراسي الأول في دمياط كان بمثابة "حصة" مزدحمة بتفاصيل ما هو ليس بجديد على نظام التعليم في مصر، فالمعلم سُجل "غياب" والمدرسة صدر بحقها قرار إزالة وهدد الطلاب بالتظاهر احتجاجًا على ال"10 درجات سلوك". وأشعل نظام الفترتين المقرر حديثًا من قبل مديرية التربية والتعليم غضب أولياء الأمور في قرية السنانية الذين اشتكوا عدم الإعلان عن القرار بوقت كاف. يمنى المنير، مهندسة ووالدة أحد الطلاب، تحدثت ل"مصراوي" عن الأزمة، قائلةً: "اكتشفنا صباح أول أيام العام الدراسي الجديد أن المواعيد مختلفة وعرفنا أن المدرسة التي التحق بها ابني تطبق نظام الفترتين، هذا الأمر أثار غضب الكثير من أولياء الأمور، والعدد داخل الفصل يصل إلى 50 طالبًا بعد أن ضم طلاب مدرسة أخرى إلى أبنائنا بسبب أعمال الترميم التي لم تكتمل بعد". وفي مدينة عزبة البرج، هدد عدد من أولياء الأمور بالتظاهر أمام ديوان عام محافظة دمياط ومديرية التربية والتعليم احتجاجًا على قرار نقل تلاميذ مدرسة أبو صالحة الابتدائية "تعليم عربي" للدراسة بمدرسة اللغات بعد أن صدر بحقها قرار إزالة، الأمر الذي أثر على كثافة الفصول وعدم قدرة التلاميذ على ممارسة الأنشطة، وتوجهوا إلى محافظ دمياط بخطابات تضرر من قرار مديرية التربية والتعليم. من جانبه، تدخل المحافظ الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه من أجل حل المشكلة، ووافق الأزهر على استضافة طلاب المدرسة في المعهد الديني الأزهري بعزبة البرج.. وفي قرية الناصرية التابعة لإدارة فارسكور التعليمية، تجمهر عدد من أولياء الأمور احتجاجًا على نقل عدد من المعلمين من مدرسة الدكتور محمد حسن الزيات إلى مدرسة الشهداء بالقرية ذاتها على الرغم من وجود عجز في المدرسة، كما ناشدوا الدكتورة فريدة مجاهد وكيل وزارة التربية والتعليم بدمياط بالتدخل من أجل عودة المعلمين إلى المدرسة. كما تجمهر طلاب مدرسة مشرفة الثانوية في مدينة دمياط الجديدة، مطالبين وزارة التربية والتعليم بإلغاء قرار الوزير الخاص بإضافة عشر درجات أعمال سنة لإجبار طلبة الثانوية العامة على الحضور يوميًا إلى المدرسة. واعتبر الطلاب القرار جائرًا ويسمح للمعلم بالتحكم في مصيرهم، خصوصًا وأنهم في حاجة إلى ساعات إضافية للاستذكار، كما هددوا بالتظاهر أمام مبنى مديرية التربية والتعليم في حال عدم الاستجابة إلى مطالبهم، لكن وكيل وزارة التربية والتعليم استقبلت وفدًا من هؤلاء الطلاب، وأكدت لهم أن مطلبهم محل بحث في الوزارة. وقالت مجاهد إن القرار يأتي من باب حصار الدروس الخصوصية وتطوير العملية التعليمية التي من بين أولوياتها انضباط الطلاب وحضورهم في المدارس. وكشف مصدر مطلع في مديرية التربية والتعليم أنّ عجزًا كبيرًا في المعلمين تعانيه المدارس الابتدائية في بعض المراكز، مشيرًا إلى تعهد سابق من وكيل وزارة التربية والتعليم بمعالجة نقص المعلمين قبل بداية العام الدراسى الجديد، وتوزيع العمل فى مدارس التعليم الابتدائي الذي بات بحاجة إلى تدخل فوري. وأوضح المصدر أن هناك زيادة في بعض المعلمين الموجودين في مدارس المحافظة بالمخالفة للقانون، وأبرزها مدرسة محمد عبده التي تضم30 معلمًا بالزيادة. وبيّن المصدر أنّ وكيلة وزارة التربية والتعليم بمحافظة دمياط قررت نقل 101 موظف بديوان مديرية التربية والتعليم إلى المدارس المختلفة وتوزيع مهام محددة عليهم من أجل سد العجز خصوصًا أنه جرى تعيينهم بناء على درجات وظيفية فقط دون الحاجة إلى وجودهم داخل المديرية. يٌذكر أن مجاهد أعلنت تطبيق لائحة الانضباط المدرسي التي صدر بها القرار الوزاري رقم 179 لسنة 2015 الصادرة نهاية العام الماضي، وتشمل العقوبات فصل الطالب يومًا واحدًا، وتصل إلى عام دراسي في حال التعدي على المعلم، والفصل النهائي في حال تكراره إهانة العلم ورموز الدولة.