شهدت مصر في الآونة الأخيرة العديد من جرائم القتل المتكررة بشكل يومي، ولكن هذا العام شهد اختلافا نسبيًا، حيث اصحبت جرائم القتل تقع لأسباب ''تافهة'' وغير منطقية، تضيع خلالها الارواح، مصراوي يرصد لكم اشهر حالات القتل التي وقعت لأسباب غير منطقية. ''كوب لبن'' يقود الى الانتحار! شهد منطقة الهرم رابع ايام العيد جريمة انتحار مؤسفة، بعد أن قامت ربة منزل بالانتحار بالقفز من ''بلكونة'' شقتها بالطابق الرابع، لتلقى مصرعها في الحال. وبإجراء التحريات تبين السبب وراء الانتحار هو تعدد مشاجرات الزوج معها وتكرار الاعتداء عليها، وافاد الجيران أن قبل الحادث مباشرة تنامى الى سمعهم صوت مشاجرة بين المجني عليها وزوجها قامت المجني عليها بالقفز من البلكونة هروبًا من اعتداء زوجها، وبجمع المعلومات تبن أن سبب المشاجرة، هو أن الزوجة لم تقدم ''كوب اللبن'' لزوجها بعد أن تناولته هي واطفالها. جريمة قتل في ليلة ''العيد'' كما شهدت مدينة السلام جريمة قتل بشعة بعد أن قام شاب معاق ذهنيًا بقتل والدته وتمزيق جسدها بسبب عدم قيامها بشراء ملابس العيد. كان قسم السلام اول قد تلقى بلاغ بالعثور على جثة لسيدة تبلغ من العمر 71 عام، مفصول عنها راسها، داخل شقتها بحي السلام، وبإجراء التحريات وسؤال الجيران أكدوا أن هذه العجوزة لها ابن يبلغ من العمر 38 عام معاق ذهنيًا، وانهم سمعوا ليلة الحادث صوت مشاجرة بين الابن ووالدته بسبب ''ملابس العيد''، قام على اثرها الشاب بإحضار سكين وتمزيق جسد والدته، كما قام بفصل رأسها عن جسدها، عقابًا لها على عدم تلبية طلباته، الا أنه قام بالمكوث بجانب جثة والدته، وظهرت عليه حالة من الانهيار العصبي وتمتمة بكلمات غير مفهومة، حتى حضر رجال المباحث والقوا القبض عليه. وفي هذا الشأن يقول الدكتور سعيد عبدالعظيم استاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن العنف موجود في الإنسان منذ خلقه، ولكن على الاسرة والمجتمع تهذيبه، ولكن ذلك لا يحدث ولا يُفعل لدى الطبقات الدنيا، مما يؤدي الى جرائم بشعة، لدى اللطبقات المهمشة، لأسباب متعددة منها عدم التعليم وانعدام العمق الثقافي وانتشار السطحية، كما أن أبطال هذه الجرائم عادة ما يعانون من إدمان المخدرات وتعرضهم لضغوط نفسية لا يستطيعون تحملها. وأضاف عبد العظيم في تصريح لمصراوي، أن الطبقات الدنيا في المجتمع والتي تعاني من تهميش متعمد وعزلة ثقافية من اغلب طبقات المجتمع، غالبًا ما تصاب بضيق الأفق وتكون محدودة فكريًا وعدم القدرة على المناقشة والحوار فيكون اللجوء الى العنف اسهل الطرق للتعبير عن الذات، فنرى مشاهد عديدة للعنف مثل التعدي على المرأة بالضرب، وتعذيب الاطفال، وضرب الوالدين. واشار عبد العظيم، الى ثقافة اللجوء للقانون اصحبت غير منضبطة، وغير مجدية في رأي البعض، مما جعلهم يستبدلونها بقوانينهم التي وضعوا لأنفسهم، كما أنه للغياب الوازع الديني تأثير كبير في انتشار هذه الجرائم، مؤكدًا أن اهمال المجتمع للفئات المهمشة يؤدي الى مزيد من الجرائم الغير منطقية، موضحًا أن الدولة ومؤسساتها يجب أن تتدخل على سبيل المثال بالتوعية ونبذ ثقافة العنف، وايضًا يجب على الحكومة أن يتضمن التأمين الصحي بها علاج الامراض النفسية، وعدم النظر اليها كنوع من ''الترفيه'' او ''الخجل''.