اهتزت مدينة العبور ظهر الثلاثاء، عقب دوي انفجار لم يعرف أحد وقتها عنه شيئًا إلا أن الرعب والخوف دق كل باب دون استئذان، وأعقب الانفجار صوت سيارات الإطفاء والإسعاف متوجهين لمصنع آثاث للسيطرة على الحريق الذي نشب به وراح ضحيته العشرات من القتلى والمصابين. التوقيت والانفجار كانت عقارب الساعة تُشير إلى الثانية ظهرًا عندما تلقى اللواء عرفة حمزة، مدير المباحث الجنائية، بلاغًا من سيارات النجدة بحدوث انفجار ل "كمبروسر" جوار الاسانسير بمصنع الحلو ستايل للأثاث المكتبي بمنطقة المصانع بمدينة العبور أعقبه نشوب حريق بأحد طوابق المصنع وامتدادها لباقي الطوابق أثناء عمل الوردية الصباحية وأنباء عن سقوط العشرات من القتلى والمصابين، فتم الدفع بأكثر من 23 سيارة إطفاء للتعامل مع النيران وإخمادها، كما توجهت أكثر من 20 سيارة إسعاف لنقل المصابين للمستشفيات القريبة والمتخصصة. تحريات أولية دلت التحريات البحث الجنائي بأن أصحاب المصنع المُحترق هم كل من "أحمد.م"، و"أيمن.ع" ويقع على مساحة 1500 متر تقريبًا، ويقوم بتصنيع الأثاث المكتبي والمنزلي، كما تبين بأن سبب الحريق هو أن بعض عمال المصنع كانوا يقومون بنقل أنابيب الغاز من الطابق الأرضي للطابق الثالث فحدث تسرب للغاز من إحدى الأسطوانات داخل الاسانسير فاشتعلت النيران بهم ولقوا مصرعهم وامتدت النيران الى باقى انحاء المصنع. غلق طرق المصنع بعد انتشار حالة من الرعب والفزع بين الأهالي بالمنطقة المحيطة بالمصنع قامت الأجهزة الأمنية بغلق كل الشوارع المتوجهة للمصنع تجنبًا لإصابة الأهالي. النيران من طابق لآخر انتقلت النيران بطريق سريعة رغم محاولات كثيرة وجهد أكبر من رجال الحماية المدنية للسيطرة على النيران، وقد بدأ الحريق من الطابق الأول حتى توقف بالطابق الرابع، وتبين أن سبب انتشار النيران بطريق مُسرعة هو أن المصنع وجميع الطوابق مُمتلئة بمواد تُستخدم في صناعة الأثاث وتساعد في انتشار النيران بقوة هائلة. الجيش يشارك بالإطفاء ظل الحريق مُشتعلًا من الساعة الثانية ظهرًا حتى السادسة مساءًا، ووسط تلك الأجواء يقوم رجال الحماية المدنية بمحاولة السيطرة على النيران وإطفائها وانقاذ العمال إلا أنه تم استدعاء سيارات إطفاء القاهرة والشرقية والقوات المسلحة حتى تم السيطرة على النيران وإجراء عمليات التبريد اللازمة لضمان عدم اشتعال النيران مرة أخرى. القتلى والمصابين أسفر الحريق عن مصرع 25عاملا وإصابة 26 آخرين وتم نقل الجثث والمصابين إلى مستشفيات القاهرة والقليوبية والشرقية، كما أفاد أحد المصادر بأن ارتفاع عدد القتلى جراء الحريق سببه الحقيقي هو التدافع بين العمال مما أسف عن إصابة الكثيرين.
