يعاني آلاف المواطنين هم أهالي قرية صفط النور التابعة لمركز الفشن جنوب محافظة بني سويف، من انقطاع مستمر لمياه الشرب في مناطق وضعفها في مناطق أخرى، إلى درجة تهدد بوجود أزمة للعطش في بعض المناطق، ما يضطر الأهالي إلى اللجوء للقرى المجاورة لتوفير احتياجاتهم من المياه. ويقول محمود سلمان من أهالي القرية، موظف: "نعاني أزمة ضعف المياه بالقرية، حيث أصبحت مهمتنا اليومية التفكير في جلب مياه الشرب لمنازلنا، الغني بيقدر يشترى مياه معدنية، والفقير اللي زى حالاتي بيروح للمدينة يملأ جركنين يصرف بيهم حياته للشرب، وإذا أصاب أحدنا مكروه، ولم يستطع الذهاب لشراء المياه أو جلبها فلا خيار أمامه وأسرته غير العطش، ولما اشتكينا للمسئولين يقولولنا المحافظة كلها كدا مش انتوا بس". وعماد يوسف، من أهالي القرية، والذي يعمل في القاهرة ولا يحضر لها إلا في المواسم والأعياد، يؤكد أن حياته في القاهرة تسير بالطبع دون معاناة انقطاع مياه الشرب، لكنه في الوقت نفسه يصف الحياة في قريته ببني سويف بأنها العذاب بعينه، "فقط يأتينا المحصل يطرق أبوابنا لجمع الإيراد، فقريتنا من أكبر قرى مركز الفشن كثافة سكانية، وسبب انقطاع المياه هو وجود المواسير القديمة المتهالكة التي يسهل كسرها". ويضيف سعودي مصطفى، سائق: "اشتكينا كثيرًا من كثرة انقطاع المياه، وكلمنا خدمة العملاء عشرات المرات، ولا يتحرك لهم ساكن، ولم يستجب لنا أحد، وهو ما أحدث حالة من الغضب بين الأهالي وخاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، ما دفع المواطنين لشراء المياه المعدنية، وجلب المياه عن طريق الجراكن من المناطق المجاورة". ويقول إبراهيم عمار، محاسب: "انقطاع المياه يهدد الأهالي بالعطش المستمر وعندما تعود المياه إلى المنازل تكون (عكرة) ولا تصلح للشرب، وأصيب عدد من أطفالنا بالتسمم في وقت سابق نتيجة تناولهم تلك المياه، حتى نصحنا أحد الأطباء بشرب المياه المعدنية وعدم استعمال مياه الحنفية للأطفال". من جانبه، قال مصدر بشركة مياه الشرب ببني سويف، إن بعض القرى تعاني ضعف ضخ المياه، بسبب زيادة الاستهلاك خلال فصل الصيف، وأعمال الصيانة التي تتطلب قطع المياه.