قال نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء، خالد محفوظ بحاح، إن "الحكومة التي قررت العودة لممارسة مهامها في ظل ظروف معقدة واستثنائية استجابة واستشعارا منها للواجب الوطني، تواجه في الواقع تحديات كبيرة". وأضاف بحاح، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين، أن "ما يجري في بلادنا هو اختلال في موازين القوى، مكّن طرف من الاعتداء على الآخر، غير أن هؤلاء الذين استبدلوا الولاء للوطن بالولاء للأفراد، باتوا مع كل خطوة يخطونها يرفعون مستوى الكراهية عليهم، ومع كل طلقةٍ نارية يستنزفون ما لَهُم من رصيد في قلوب أبناء الشعب، فهم الآن في ثوب المعتدي الغاشم الخائن لشعبه ودينه المفارق للجماعة، لن يرحمهم التأريخ وسيضعهم في ركام مزبلته". وتمنى بحاح الشفاء العاجل لكل الجرحى وقدم التحية لما أسماهم "أبطال المقاومة الشعبية الذين سطّروا ببطولاتهم صفحات من نور ستتذكر الأجيال القادمة تضحياتهم واستبسالهم في عدن والضالع وتعز وأبين وشبوة ومأرب والبيضاء وغيرها من المحافظات الأخرى". وطالب نائب الرئيس اليمني، الحرية وإطلاق سراح الوزير محمود الصبيحي وكافة الأسرى والمعتقلين السياسيين، كما نتوجه بالنداء إلى المخلصين من أبناء قواتنا المسلحة بأنَه آن لكم أن تكونوا إلى جانب إرادة الشعب، وتُثبتوا بأنكم بالفعل حماة الوطن . وناشد بحاح، كل المنظمات الصحية الإقليمية والعالمية إعارة الجانب الصحي اهتماما بالغ؛ لوجود شحة في عدد من الأدوية وانتشار عدد من الأمراض المعدية، مطالبهم بسرعة توفير أدوية الأمراض المزمنة والأوبئة والأمراض النفسية والطوارئ، كما ناشد المجتمع الدولي بالضغط على "مليشيا الحوثي صالح" بعدم استهداف المنشآت الصحية، وأن يكفوا عن الوقوف في طريق الأدوية التي تم توفيرها، والتي تسعى لجنة الإغاثة لتوزيعها على المناطق الأكثر حاجة. وأكد أن كل لحظة تمر دون تدخل إغاثي سريع سنخسر فيها أروحا من الأبرياء. وأشار إلى أن "الحكومة الحالية أمامها عددا من الملفات المهمة والعاجلة في نفس الوقت في مقدمتها ملف الإغاثة"، قائلا: "عملنا خلال ثلاثة أسابيع على نقل أكثر من 90% من العالقين اليمنيين في الخارج من مصر والأردن والهند، فقد بلغ إجمالي العالقين الذين تم نقلهم حتى هذه اللحظة 8450 يمني، وقد كان لمركز الملك سلمان دورا كبيرا ومشكورا في توفير التكاليف المالية لعملية نقلهم. وجهودنا مستمرة بشكل حثيث في هذا الملف فمن المقرر خلال الاسبوع القادم نقل بقية العالقين من ماليزيا، اندونيسيا، تركيا، المغرب تونس، اثيوبيا، جيبوتي، ألمانيا وغيرها .. واللذين يبلغون حوالي 1500 يمني". أما فيما يخص جانب الإغاثة، قال بحاح إنه "بلغت سفن الإغاثة الغذائية عبر الأممالمتحدة 21 سفينة، نسعى جاهدين أن توزع هذه الجهود الإغاثية بشكل عادل على مختلف المحافظات .. على أن تُعطى الأولوية للمناطق الاكثر حاجة، ونناشد كل المنظمات الإغاثية أن تعمل وفق هذه القاعدة المنصفة. كما عملت الحكومة على تسهيل اجراءات الترخيص للسفن والقاطرات التجارية المحملة بالمواد الغذائية حيث تم دخول 23 سفينة غذائية و 63 قاطرة محملة بالمواد الغذائية .. في الوقت الذي لا تغطي الحد الأدنى من الاحتياجات". وقال رئيس الحكومة اليمنية إن "الحكومة سعت الى توفير المشتقات النفطية .. والتي للأسف لم يصل منها الى موانئ المخا وعدن والمكلا الا اليسير جدا؛ بسب سطو مليشيات الحوثي صالح على بعضها واستخدامها للأغراض الحربية، وترويجهم الكاذب بخطورة المناطق التي لا تخضع لهم . وإنني اجدها فرصة لدعوة كافة المنظمات الدولية لتوزيع المساعدات الإنسانية عبر الموانئ والمطارات الآمنة مثل ميناء مصافي عدن , وميناء المكلا ومطارها وميناء المخاء وميناء نشطون ومطار الغيظة ومطار سيئون ومنفذ الوديعة بحضرموت ومنفذ شحن وصرفيت بمحافظة المهرة". وأضاف أن " خلال أقل من شهرين من أداء اليمين الدستورية واستلام مهامنا كنائب للرئيس وعودتنا للحكومة قمنا بزيارة لجميع دول الخليج العربية .. تم التطرق من خلال هذه الزيارات الى وضع اليمن اليوم وغدا ومكانها الطبيعي بين دول المجلس وقد لمسنا من اصحاب الجلالة والسمو تفهّم كبير لوضع اليمن في المرحلة الحالية والقادمة ولايسعني هنا إلا أن أقدم الشكر للمملكة العربية السعودية على حزمها وعزمها من أجل اليمن وشعبه ، كما نثمّن دور دولة الإمارات العربية المتحدة الداعم والمساند، وأحيي دولة الكويت على استمرار اعمالها الإغاثية والانسانية في المناطق المنكوبة ، وخالص الوفاء للجارة عمان على دعمها لأشقائها في اليمن، وإجلال لدولة قطر على ما تقدمه لوطننا الحبيب وشعبنا الصامد، كذلك شكر لمملكة البحرين على دعمها وحرصها على استقرار اليمن ولكل الأشقاء.. فإننا نتطلع بأن يكون اليمن جزء من منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية لكي نساهم معا في حماية إقليمنا وشبة الجزيرة العربية" . وشدد نائب الرئيس اليمني على أن "الحكومة اليمنية مع الحوار السلمي دائما وأبدا، لأنها جاءت على أساس توافقي أرست صيغته الأولى في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، إلا أن الانقلاب الغاشم قد عطل كل مسارات التغيير السلمي التي توافقت عليها جميع شرائح وأطياف المجتمع اليمني، وفرض الانقلابيين بطيشهم وعدوانهم على شعبنا هذه الظروف التي نعيشها". وفيما يتصل بالذهاب الى جنيف، قال بحاح، إن "الحكومة وبعد أن صُغنا جميعاً ميثاق شرف للقوى الوطنية في مؤتمر الرياض وسبق لنا كيمنيين أن صُغنا خارطة طريق لمستقبل اليمن في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، نؤكد بأننا جاهزين ككتلة وطنية موحدة رئاسة وحكومة وأحزاب وقوى اجتماعية، مدعومة من كل الأشقاء والأصدقاء للذهاب إلى أي مشاورات أو مفاوضات لإجهاض المشروع الانقلابي واستعادة سلطات الدولة وإيقاف هذه المليشيات المسلحة عبر تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، سنذهب لأي تشاور لأننا مسئولين عن كل أبناء شعبنا من صعده إلى المهرة، وإننا معنيين بكل ما يخفف من معاناتهم ، ويوفر لهم فرص العيش الكريم". وأكد بحاح، أن ملتزمة بكل مرجعيات الشعب اليمني التي شكلت مخرجات الحوار الوطني خارطة طريقه لبناء دولة اتحادية ديمقراطية ، دولة الشراكة الحقيقية .. دولة الحكم العادل الرشيد.