مشاهد مباراة كرة القدم بين جنبات الاستاد لها دومًا مذاقٌ خاص، خاصة عند عُشاق تلك اللعبة، التى سيطرت على قلوب مُحبيها، لكن لم يخطر على بال الأسر التي شاهدت مباراة الهندوراس والسلفادور أن اللعبة ستتحول إلى حرب. أكثر من 4000 قتيل وآلاف المشردين والمصابين، حصيلة المباراة التي جمعت فريقي الهندوراس والسلفادور، حيث اعتدت الجماهير الهندوراسية على الجماهير السلفادورية، وذلك بالرغم من فوز هندوراس على ملعبها. في مباراة العودة، والتي كانت بعد أسبوع واحد فقط، فازت السلفادور على الهندوراس، ونالت جماهير الهندوراس نصيبها من الاعتداءات من قِبل السلفادور. كتب الجميع عن حرباً بسبب كرة قدم بين هندوراس والسلفادور ، ولم يعرف العديد منهم أن تلك المباراة لم تكن إلا الفتيل الذى أُلقُى لكى يشتعل ويكون سبب لتشريد وموت الألاف. ولهذه القضية جذور؛ حيث ترجع أسباب تلك الحرب إلى نزاعات بسبب سيطرة مجموعة من الإقطاعيين على الأراضي الصالحة للزراعة فى السلفادور، حين هاجر أكثر من 30 ألف مواطن من السلفادور إلى هندوراس، فشكل المهاجرون ما يقرب من 20% من فلاحي هندوراس، وعلى الرغم من أن مساحة هندوراس خمسة أضعاف السلفادور إلا أن عدد سكان السلفادور كان أضعاف سكان الهندوراس وذلك في عام 1969. وقتها، أصدرت حكومة هندوراس قانونًا بحظر امتلاك المهاجرين السلفادوريين للأراضي الزراعية، وإعادة توزيعها إلى الهندروسيين الأصليين، وتم طرد السلفادوريين من هندوراس الذين عاشوا بها لأجيال، مما أدى إلى تدهور العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين. بدأت الحرب فى 14 يوليو 1969 حيث نشرت كل من القوات السفادورية والهندورسية قواتها على الحدود التى بينهم، فكان الهجوم من كلتا البلدين برًا وجوًا، ودخلت القوات السلفادورية إلى مسافة 40 كم من الأراضي الهندورسية، وتم إسقاط طائرات وجنود من كلا الجانبين.
