أعلن عدد من متعهدي بيع الصحف بميدان محطة الرمل بالإسكندرية، اليوم الخميس، إضرابهم عن العمل والامتناع عن استلام الصحف من مكاتب التوزيع، احتجاجا على ما وصفوه بقرار المحافظة بالشروع في إزالة أكشاكهم لتطوير الميدان. مصراوي قام بجولة وسط أكشاك الصحف التي عرفها ميدان الإسكندرية منذ ما يقرب من 60 عاما، لشهرتها ببيع الكتب والصحف العربية والأجنبية طيلة العقود الماضية، لعرض أزمتهم مع المحافظة التي بدأت مطلع الأسبوع الجاري. قال "أحمد، س"، أحد بائعي الجرائد بالميدان، إن الأزمة بدأت منذ السبت الماضي عقب افتتاح وزير التموين ومحافظ الإسكندرية فرع المركز المتكامل للسلع الغذائية التابع للمجمعات الاستهلاكية والمطل على الميدان، حيث فوجئ أصحاب أكشاك الجرائد والكتب، بقوات تابعة لشرطة المرافق تقوم بإزالة أكشاكهم وكتبهم بدون سابق إنذار، بدعوى قيامهم بإشغال الطريق، وذلك على الرغم من حصولهم على تراخيص رسمية يعود أغلبها إلى حقبة الستينيات . ويضيف محمد رضا، أحد متعهدي بيع الجرائد بالميدان، أنه من غير المقبول لديهم أن يتم تغيير معالم نشر الثقافة والمعرفة، حتى ولو كانت في صورة أكشاك بسيطة لأنها أصبحت جزءاً من المشهد العام لميدان محطة الرمل الذي شهده أجيال من الأطفال والشباب الذي اعتبروا ملاذهم للحصول على الكتب و الجرائد، معتبرا أنهم من المشاركين في الحركة الثقافية بالمدينة. وتساءل " حسن" أحد بائعي الصحف بالميدان عن سبب القرار ولمصلحة من؛ مبينا أن أصحاب الأكشاك علموا أن حي وسط الإسكندرية يسعى لإزالة أكشاكهم لنقل مقر نقطة الشرطة الموجودة حاليا بمنتصف الميدان، وذلك على الرغم من حيازتهم لتراخيص العمل وقيامهم بدفع الضريبة العقارية المستحقة، وكذا دفع مخالفات الإشغال التي يتعرضون لها كثيرا. وأشار الحاج سعيد، أجد متعهدي الجرائد بالميدان، إلى أن تلك الأكشاك موجودة بميدان محطة الرمل منذ عام 1960، واعتاد أصحابها بيع الكتب والجرائد للجمهور، وأنهم ملتزمون طيلة تلك المدة بدفع الإيجارات الشهرية المستحقة عليهم متسائلا : هل أصبحت الكتب تشوه المنظر الجمالي الذين يطمحون إليه، أم القمامة المنتشرة في الشوارع. من جانبه قال اللواء محمد عبد الرازق، رئيس حي وسط الإسكندرية، إن ما حدث في ميدان محطة الرمل أخذ أكثر من حجمه، مبينا أن ذلك يأتي ضمن خطة تطوير الميدان، حيث يتم عمل ما يسمى "بوك شوب" يجمع أصحاب الكتب في أكشاك حضارية جديدة بهدف توسعة الميدان. وأضاف في تصريح له اليوم الخميس، أن بعض الأشخاص حاولوا افتعال أزمة وإعطاء الأمر أكثر من حجمه، مؤكدا أن إدارة الإشغالات لم تقم بإزالة أية واجهات خاصة بعرض الكتب والجرائد تابعة للأكشاك وإنما تم إزالة ما وصفه " بأقفاص خشبية". وأشار إلى أن كل "كشك" صادر له ترخيص في الميدان سيتم تعويض صاحبه بآخر جديد في تخطيط الميدان وتطويره، حتى وإن كان الترخيص لم يتم تجديده. يشار إلى أن هاني المسيري، محافظ الإسكندرية، كان أعلن في وقت سابق خلال تصريحات صحفية له، عن البدء في تطبيق خطة لتجميل وتطوير ميدان محطة الرمل والسوق التجاري به ومحطة الترام ، من خلال تجهيز الميدان وتزويده بشلالات مياه وساحة العرض الفني بالتصميمات الرومانية. وأضاف المحافظ أنه سيتم تزويد الميدان بأنظمة ضوئية وصوتية بتقنيات تحكم عالية تتفادي أي انتهاك لساكني المباني المجاورة ومداخل ومخارج بأركان الميدان تنظمها نقاط عبور مشاة وأنظمة أمن وتجهيزات أفراد وكاميرات، و تطوير دورات المياه على أرقى مستوى للرجال والسيدات، بالإضافة إلى نظام نظافة مستمر بأحدث الأساليب المتخصصة.