تستمر عملية إجلاء الأجانب من اليمن وسط قلق دولي متزايد من تردي الوضع الإنساني في البلاد. وتجرى الاستعدادات ترقبا لوصول طائرة باكستانية إلى العاصمة اليمنية صنعاء لإعادة أكثر من 170 باكستانيا إلى بلادهم. وكانت باكستان قد أجلت ما يزيد على 800 من مواطنيها من اليمن، الذي يشن فيه الطيران الحربي السعودي غارات على ما توصف بمواقع حوثية وأخرى تابعة للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في إطار عملية "عاصفة الحزم". وكان العميد السعودي أحمد عسيري، المتحدث باسم العملية، قد قال السبت إنه من المقرر وصول طائرات من الصين وجيبوتي ومصر والسودان لإجلاء مواطني هذه الدول من اليمن. استمرار القصف هناك مخاوف من تردي الوضع الإنساني في اليمن وعلى صعيد التطورات الميدانية، قصفت طائرات حربية تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية خلال الليل وفجر الأحد "مناطق تابعة للحوثيين وحلفائهم" في صنعاء ومحافظات صعده وحجه والحديده وأبين والضالع ولحج جنوبا وذلك في اليوم الحادي عشر من عملية "عاصفة الحزم"، حسب شهود. وذكرت وسائل إعلام تابعة للحوثيين والرئيس السابق أن صواريخ أرض أرض استهدفت مخازن لقوات الدفاع الجوي في منطقة صرف ومعسكر الخرافي شرقي العاصمة. كما استهدفت المدفعية والصواريخ الأرضية السعودية المناطق الحدودية اليمنية في محافظة صعده إذ قصفت تحركات عسكرية وتجمعات للمسلحين الحوثيين في تلك المناطق، بحسب مصادر قبلية وشهود. وتحدث الحوثيون عن سقوط عدد من المدنيين في ذلك القصف، كما تحدثوا عن تدمير عدد من الطرق والجسور المستخدمة في عمليات الإمداد في محافظتي لحج وشبوه جنوبا. وجاءت هذه الغارات الجوية بالرغم من الدعوات التي وجهتها روسيا والصليب الأحمر السبت من أجل إيقاف مؤقت للأعمال الحربية بهدف السماح بإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة لمستحقيها وإجلاء المدنيين. واشتبك رجال قبائل محليون في مدينة المكلا الساحلية مع وحدات عسكرية وقتلوا جنديين، حسب سكان. رجال قبائل يمتطون دبابات استولوا عليها من الجيش اليمني ودخل رجال قبائل مسلحون السبت إلى هذه المدينة بهدف قتال عناصر القاعدة الذين استولوا عليها في أعقاب اقتحام سجن المدينة وإطلاق سراح السجناء الذين كان الكثير منهم أعضاء في تنظيم القاعدة. وتستمر الاشتباكات المتقطعة بين اللجان الشعبية الجنوبية والمسلحين الحوثيين المسنودين بالقوات الحكومية الموالية لعلي عبد الله صالح في مدينة عدن. وتقول اللجان الشعبية إنها طردت الحوثيين من محيط القصر الجمهوري ومطار عدن. فيما يقول الحوثيون إنهم سيطروا على جزيرة العمال ويتقدمون باتجاه ميناء عدن "لتطهيره من التكفيريين". وقالت مصادر لبي بي سي إن نحو 23 حوثيا قتلوا في كمين نصبته لهم اللجان الشعبية في محافظة لحج جنوبي البلاد. كما تعرض الحوثيون لكمين آخر في محافظة أبين. وتقول السلطة المحلية في محافظة الضالع إن الحوثيين أطلقوا سراح مئات من السجناء من سجن مدينة قعطبه لكن الحوثيين يتهمون مسلحي القاعدة بإطلاق سراح السجناء. مجلس الأمن وعلى مستوى التحركات الدبلوماسية، قالت دينا قعوار سفيرة الأردن في الأممالمتحدة ورئيسة الدورة الحالية لمجلس الأمن الدولي إن أعضاء المجلس بحاجة إلى مزيد من الوقت للنظر في الدعوة الروسية إلى "هدنة إنسانية" توقف خلالها الغارات. وكانت روسيا تقدمت لمجلس الأمن بطلب عقد جلسة طارئة لبحث دعوتها لإبرام هدنة إنسانية في القتال الدائر حاليا في اليمن تسمح بفتح الباب أمام إجلاء المدنيين. وطالبت روسيا أيضا في مشروع قرار تقدمت به إلى المجلس "بدخول المساعدات الانسانية بشكل سريع وآمن ودون تعطيل".