تركزت التحقيقات في حادث تحطم طائرة شركة "جيرمان وينجز" في رحلتها رقم "4 يو 9525" في وقت سابق هذا الأسبوع على خلفية الطيار المساعد المتهم بأنه تعمد اسقاط الطائرة مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 150 شخصا. ويدرس محققون فرنسيون وألمان خلفية الطيار المساعد أندرياس لوبيتز "27 عاما" للتأكد من السبب الذي جعله ربما كان يريد انهاء حياته هو و149 آخرين بعد أن أظهر مسجل صوت أنه لم يستجب عندما دق قائد الطيار على باب قمرة القيادة ، وقام بإنزال الطائرة بشكل يدوي. وكان كارستن سبور الرئيس التنفيذي للشركة الأم "لوفتهانزا" قد قال أمس الخميس إن لوبيتز أوقف تدريبه في الطيران عام 2009 لكنه رفض الكشف عن السبب وراء ذلك. وفي الوقت نفسه تسعى شركات الطيران في مختلف أنحاء العالم لتبني قوانين جديدة لزيادة سلامة الطيران بضمان تواجد دائم لاثنين من أفراد طاقم الطائرة في قمرة القيادة. وكانت بيانات من جهاز استقبال الاشارات اللاسلكية من طائرة شركة "جيرمان وينجز" والتي تحطمت في فرنسا هذا الاسبوع قد أظهرت أن شخصا ما عدل بشكل يدوي ارتفاع الطائرة عبر جهاز "الطيار الآلي" إلى أقل من مئة قدم ( 30 مترا) ، طبقا لإحدى المنظمات المعنية بحركة الطيران التي رصدت بيانات الرحلة. وجاء في البيان الصادر عن منظمة "فلايت رادار 24" التي ترصد حركة الطيران مساء أمس الخميس أنه "ما بين الساعة التاسعة و30 دقيقة و52 ثانية والساعة التاسعة و30 دقيقة و55 ثانية يمكننا رؤية تعديل ارتفاع الطائرة على جهاز الطيار الآلي بشكل يدوي من 38 ألف قدم إلى مئة قدم". وأضاف "بعد ذلك بتسع ثوان بدأت الطائرة في الهبوط". وأقلعت الطائرة في رحلتها رقم "4 يو 9525" من برشلونة حوالي الساعة العاشرة صباحا 0900 بتوقيت جرينتش يوم الثلاثاء الماضي واختفت من شاشات الرادار بعد ذلك بنحو ساعة قبل اصطدامها بجانب جبل على مسافة 165 كيلومترا شمال شرق مدينة مارسيليا جنوبفرنسا مما أسفر عن مقتل كل من كان على متنها. وأكدت بيانات جهاز "استقبال الاشارات اللاسلكية" ما ذكرته السلطات الفرنسية أمس الخميس بأن الطيار المساعد بدأ اجراء الهبوط يدويا عندما كان وحده في قمرة القيادة ولم يستجب عندما دق قائد الطائرة وأفراد الطاقم بقوة على الباب المغلق. وجرى تجميع بيانات المنظمة من الردود الآلية التي تصدر من جهاز استقبال الاشارات اللاسلكية بالطائرة ردا على إشارات الرادار التي يتلقاها. ودفعت تلك المعلومات سلطات الطيران إلى مراجعة اجراءات السلامة التي تتركز حتى الان على سيناريوهات مثل منع خاطفي الطائرات المحتملين من دخول عن قمرة القيادة بدلا من احتواء مشكلات أفراد الطاقم.