عاجل - آخر تحديثات أسعار الذهب اليوم الجمعة 5 يوليو 2024    متحدث الحكومة: نجحنا في خفض أسعار السلع بنسبة 40%.. واستقرار حاليا في الأسواق    بريطانيا.. نتائج غير رسمية تكشف عن انتصار ساحق لحزب العمال في الانتخابات البرلمانية    عاجل - بايدن: لن أتزحزح قيد أنملة عن موقفي بشأن السباق الرئاسي وأحتاج قسط أكبر من النوم والراحة    سيد معوض يوجه طلب عاجل إلى كولر مع الأهلي    تامر عبدالحميد يطلق تصريحات نارية ضد حكم واقعة إمام عاشور    نجم الزمالك السابق: الأهلي عنده أحسن 18 لاعب في مصر    اعتماد نتيجة الدبلومات الفنية 2024 خلال الأيام القادمة    مهرجان جرش للثقافة والفنون يكشف عن برنامج دورته ال38    موعد إجازة رأس السنة الهجرية.. وأفضل الأدعية المستحبة.. كم عدد أيام العطلة؟    رسميا.. سعر البنزين اليوم الجمعة 5 يوليو 2024 في مصر (تفاصيل)    «الدواء موجود وصرفه متأخر».. الصحة: تحقيق عاجل مع مسؤولي مستشفيات الإسكندرية    تعرف على سعر كرتونة البيض والفراخ البيضاء والساسو بالأسواق الجمعة 5 يوليو 2024    نقابة العاملين بالسياحة تحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو    #أسامة_عسكر يتصدر (إكس) .. ومغردون: مرعوب ليه وأنت بتدعي إن الشعب في ضهرك    الجيش الإسرائيلي يكشف عن استعداده لقبول الصفقة مع حماس بأي ثمن    شهداء وجرحى إثر قصف طائرات الاحتلال منزلا في جباليا شمال قطاع غزة    رئيس الصين: على بكين وأنقرة الدفع نحو تنمية أكبر للعلاقة التعاونية الاستراتيجية بينهما    رئيس الوزراء المجري يزور روسيا للقاء بوتين وسط انتقادات أوروبية    مصطفى الفقي يكشف دور اتحاد القبائل العربية، ويحذر من هذا الأمر (فيديو)    مدارس نرمين إسماعيل.. التفاصيل الكاملة بعد أداء المدير التنفيذي لها اليمين وزيرًا للتعليم    السروجي: هدفي تحقيق الآمال المشروعة    المحرقة، سر تسخين أحذية لاعبي منتخب ألمانيا في فرن قبل خوض لقاءات يورو 2024    كاف يبرئ إيتو من التلاعب بنتائج المباريات.. ويعاقبه بسبب المراهنات    وليد دعبس: أطالب بمشاركة مودرن سبورت في الكونفدرالية.. ولدينا حقوق مالية بشأن رحيل حسام حسن    مؤتمر ديشامب - عن الانتقام من نهائي 2016 وتحفظ البرتغال المتوقع    رئيس جامعة القاهرة عن تجديد الثقة في وزير التعليم العالي: حقق إنجازات متميزة    «انخفاض درجات الحرارة».. الأرصاد تعلن حالة الطقس المتوقعة اليوم الجمعة 5 يوليو    هرب من حرارة الجو.. مصرع طالب غرقًا في نهر النيل بالغربية    تشييع جنازة طالب كلية الهندسة اثر سقوطة من الدور الخامس    إصابة 5 في انقلاب سيارة ملاكي في قنا (أسماء وصور)    تصالح كمال أبو رية مع كفيف اتهمه باحتجاز سيارته المخصصة للمعاقين بالعجوزة    مصرع فتاة في حريق حوش ماشية بسوهاج    لا ينام.. مصطفى بكري: كامل الوزير بيشتغل 13 ساعة في اليوم    نانسي عجرم تسحر الجمهور بغناء "قلبي سعيد" بحفل "ليلة وردة" (صور وفيديو)    أسماء جلال: حبيت واحد سنين وهو ما كانش عايزني وجالي اكتئاب وشعري وقع    أسماء جلال تكشف قصة الدريس كود مع شريف عرفة (فيديو)    26 يوليو.. تامر حسني يشارك في مهرجان العلمين الجديدة    المهندس محمد شيمي يستقبل الدكتور محمود عصمت بمقر وزارة قطاع الأعمال العام    بالفيديو.. خالد الجندي يوضح كيف نستقبل العام الهجري    سعر الحديد الاستثماري وعز والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 5 يوليو 2024    حسام موافي يحذر: النوم حتى هذا الوقت يزيد من خطر الإصابة بالجلطات    هل توجد خطورة من تناول تطعيم الكبار للأطفال بالخطأ؟ فاكسيرا تجيب    الصحة: انتهاء أزمة نقص الأدوية تماما خلال شهرين    الكشف على 1370 مواطنا خلال قافلة طبية بكوم حمادة في البحيرة    أحمد ساري يوضح سبب خروج هاني الطامي مبكرا ضد طلائع الجيش    محمد أنور : نناقش في «جوازة توكسيك» مشاكل اختلاف التربية بين المتزوجين    أحمد عدوية ملك الأغنية الشعبية.. الانتقادات صنعت شهرته وأغضب السادات بسبب أغنية (تقرير)    يوم عرفة 2024 : إحدى حجيج دمياط عقب عودتها: «مشرفين الرحلات هربوا وقالوا إنتوا جايين مع مين»    اليوم.. الأوقاف تفتتح 16 مسجدا جديدا في المحافظات    حلف اليمين الاثنين المقبل.. «رشوان» رئيسًا للأعلى للإعلام و«سعدة» للوطنية للإعلام و«الشوربجي» للصحافة    لهذا السبب..محافظة الدقهلية تعلن ضعف ضغوط المياه صباح الجمعة 5 يوليو بالمنصورة    السعودية تقدم مساعدات غذائية لدعم عملية الإنزال الجوي الأردني لإغاثة غزة    جون كيري: أوكرانيا لن تنتصر في الصراع مع روسيا    حظك اليوم| برج الحوت الجمعة 5 يوليو 2024    دعاء يوم الجمعة لقضاء الحاجة.. ردّده في ساعة الاستجابة    أدعية رأس السنة الهجرية.. يجعلها بداية الفرح ونهاية لكل همومك    خالد الجندي: أهل الجاهلية كان عندهم أخلاق (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما حكم الجهر بالذكر فى المساجد؟
نشر في مصراوي يوم 22 - 02 - 2015

ما حكم الشرع في جلوس المصلين بعد صلاة العصر يوم الجمعة ليصلوا جميعًا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بصيغة خاصة وبعدد محدد ويدعون الله عز وجل جميعًا؟
تجيب أمانة الفتوى بدار الافتاء المصرية:
مشروعية الجهر بالذكر ثابتة بالكتاب والسنة وعمل الأمة سلفًا وخلفًا، وقد صنف جماعة من العلماء في إثبات مشروعية ذلك؛ كالإمام الحافظ السيوطي في رسالته "نتيجة الفكر في الجهر بالذكر"، والإمام أبي الحسنات اللكنوي في كتابه "ساحة الفكر في الجهر بالذكر" وغيرهما.
وقد ورد الأمر الشرعي بذكر الله تعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم مطلقًا، ومن المقرر أن الأمر المطلق يستلزم عموم الأزمنة والأمكنة والأشخاص والأحوال؛ فالأمر فيه واسع، وإذا شرع الله سبحانه وتعالى أمرًا على جهة الإطلاق وكان يحتمل في فعله وكيفية إيقاعه أكثر من وجه فإنه يؤخذ على إطلاقه وسعته، ولا يصح تقييده بوجه دون وجه إلا بدليل.
فمن أدلة الكتاب في الأمر بالذكر على جهة الإطلاق: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}.. [الأحزاب: 41 - 42]، فهذا خطاب للمؤمنين يأمرهم بذكر الله تعالى، وامتثال الأمر حاصل بالذكر من الجماعة كما هو حاصل بالذكر من الفرد.
وقوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}.. [الكهف : 28]، وامتثال الأمر بمعية الداعين لله يحصل بالمشاركة الجماعية في الدعاء، ويحصل بالتأمين عليه، ويحصل بمجرد الحضور.
ومن السنة: ما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً».
قال العلامة ابن الجزري في "مفتاح الحصن الحصين": [فيه دليل على جواز الجهر بالذكر، خلافًا لمن منعه] اه.
وقال الحافظ السيوطي في "نتيجة الفكر في الجهر بالذكر" (المطبوع ضمن الحاوي للفتاوي 1/376، ط. دار الكتب العلمية): [والذكر في الملأ لا يكون إلا عن جهر] اه.
وقد ساق الإمام السيوطي في رسالته هذه خمسة وعشرين حديثًا تدل على مشروعية الجهر بالذكر، ثم قال عقبها محققًا الكلام في ذلك: [إذا تأملت ما أوردنا من الأحاديث عرفت من مجموعها أنه لا كراهة البتة في الجهر بالذكر، بل فيه ما يدل على استحبابه؛ إما صريحًا أو التزامًا كما أشرنا إليه، وأما معارضته بحديث: «خيرُ الذِّكْرِ الخَفِيُّ» فهو نظير معارضة أحاديث الجهر بالقرآن بحديث المسر بالقرآن كالمسر بالصدقة، وقد جمع النووي بينهما: بأن الإخفاء أفضل حيث خاف الرياء أو تأذى به مصلون أو نيام، والجهر أفضل في غير ذلك؛ لأن العمل فيه أكثر؛ ولأن فائدته تتعدى إلى السامعين؛ ولأنه يوقظ قلب القارئ، ويجمع همه إلى الفكر، ويصرف سمعه إليه، ويطرد النوم، ويزيد في النشاط. وقال بعضهم: يُستَحَبُّ الجهر ببعض القراءة والإسرار ببعضها؛
لأن المسر قد يمل فيأنس بالجهر، والجاهر قد يكل فيستريح بالإسرار. انتهى، وكذلك نقول في الذكر على هذا التفصيل، وبه يحصل الجمع بين الأحاديث] اه.
ومن خصوص ما جاء في السنة من الجهر بالذكر جماعةً ما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في التكبير في العيدين؛ فعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نلبس أجود ما نجد، وأن نتطيب بأجود ما نجد، وأن نضحي بأسمن ما نجد، والبقرة عن سبعة والجزور عن سبعة، وأن نُظهِرَ التكبير وعلينا السكينة والوقار" رواه البخاري في "التاريخ" والحاكم في "المستدرك"، والطبراني في "المعجم الكبير". قال الحاكم في "المستدرك": [لولا جهالة إسحاق بن بزرج لحكمت للحديث بالصحة] اه، وقد تعقبه ابن الملقن والحافظ ابن حجر وغيرهما بأنه ليس بمجهول بل وثقه ابن حبان.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يخرج يوم الفطر والأضحى رافعًا صوته بالتهليل والتكبير حتى يأتي المصلَّى" رواه الحاكم والبيهقي مرفوعًا وموقوفًا، ولكن صحح البيهقي وقفه، وقال الحاكم في "المستدرك": [هذه سنة تداولها أئمة أهل الحديث، وصحت به الرواية عن عبد الله بن عمر وغيره من الصحابة] اه.
والثابت عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم جهروا في مواضع من الذكر؛ كما في تكبيرات العيد، سواء في ذلك التكبير المقيد الذي يقال بعد الصلوات المكتوبات أو التكبير المطلق الذي يبدأ من رؤية هلال ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق: ففي صحيح البخاري "أن عمر رضي الله عنه كان يكبر في قبته بمنى، فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج مِنًى تكبيرًا"، وهذا صريح في الجهر بالتكبير، بل وفي كونه جماعيًّا؛ فإن ارتجاج منى لا يتأتى إلا بذلك، قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (2/462، ط. دار المعرفة): [وهي مبالغة في اجتماع رفع الأصوات] اه، وكذلك قال الحافظ العيني والشوكاني في "نيل الأوطار"، وأصرح من ذلك رواية البيهقي في "السنن الكبرى" (3/312): "فيسمعه أهل السوق فيكبرون؛ حتى تَرْتَجَّ منًى
تكبيرًا واحدًا".
وفي صحيح البخاري تعليقًا: "أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبِّران، ويكبِّر الناس بتكبيرهما"، وقد وصله الفاكهي في "أخبار مكة" (3/9-10، ط. دار خضر) بلفظ "فيكبِّران فيكبِّر الناس معهما لا يأتيان السوق إلا لذلك".
وهذا والذي قبله صريحان في التكبير الجماعي. وهكذا جاء الأمر الإلهي بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال تعالى: {إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.. [الأحزاب : 56]، وامتثاله حاصل بفعله في جماعة أو على انفراد.
وبناءً على ذلك: فالذكر الجماعي أمر مشروع في المسجد وفي غيره، وتبديعه في الحقيقة نوع من البدعة؛ لأنه تضييق لِمَا وسَّعه الشرع الشريف، ومخالفة لما ورد في الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح وعلماء الأمة المتبوعين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.