بحث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مع الرئيس عبد الفتاح السيسي سبل تعاون القاهرة ولندن لحماية كلا البلدين من التهديد الذي يشكله الإرهاب، مقدما تعازيه للشعب المصري على ''جريمة القتل الشنيعة'' التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بحق 21 مصريا في ليبيا. وقال المتحدث باسم داوننج ستريت إن كاميرون ''أدرك بأن مصر، باعتبارها من الدول المجاورة لليبيا، لديها اهتمام خاص بحماية نفسها من التطرف العنيف على حدودها''. وأضاف في بيان أن رئيس الوزراء أدرك أيضا أن ''كلا من المملكة المتحدة ومصر تشتركان بنفس الهدف: أن تنعم ليبيا بالأمان والأمن''. وأشار إلى أن الزعيمين اتفقا على ضرورة تسوية الأزمة في ليبيا على الأجل الطويل من خلال حل سياسي شامل، وضرورة أن تتعاون مصر والمملكة المتحدة دعما لهذا الحل. وأكد كاميرون أهمية أن تفضي العملية السياسية بقيادة الأممالمتحدة في ليبيا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية لقيادة مكافحة الإرهاب عبر مؤسسات قوية في ليبيا. كما بحث السيسي وكاميرون سبل تعزيز المملكة المتحدة ومصر للجهود المشتركة الرامية لهزيمة الإرهاب، وأكدا بأن المتطرفين الإسلاميين العنيفين يشكلون تهديدا لكلا البلدين. في غضون ذلك، قال السفير المصري لدى المملكة المتحدة ناصر كامل إن ليبيا تعتبر مشكلة بالنسبة لأوروبا وعلى وجه الخصوص بسبب قربها الجغرافي من إيطاليا. وقال كامل في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي ''هناك الآن أناس يحاولون عبر البحر المتوسط بغرض الهجرة، ولكن في الأسابيع المقبلة، واذا لم نتصرف سوية، ستكون الزوارق مليئة بالإرهابيين''. كانت مصر قد دعت المجتمع الدولي إلى مواجهة المتشددين في ليبيا، بعد يوم واحد من بث مقطع فيديو يظهر مقاتلي التنظيم وهم يذبحون 21 مصريا هناك. وشنت مصر بالتعاون مع ليبيا يوم الاثنين غارات جوية ضد مواقع لتنظيم داعش في ليبيا. وكانت القيادة العامة للجيش المصري قد قالت في بيان إن ''القوات المسلحة وجهت ضربة جوية ضد أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا''. وأكدت مصر على ''حقها الثابت في الدفاع الشرعي عن النفس وحماية مواطنيها في الخارج ضد أي تهديد وفقاً لنصوص ميثاق الأممالمتحدة التي تكفل للدول فرادى وجماعات حق الدفاع الشرعي عن النفس،'' بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية.
