استبعد اقتصاديون حدوث أي تأثير لأحداث العنف الإرهابية الأخيرة في سيناء على انعقاد مؤتمر مصر الاقتصادي المقرر عقده في مارس المقبل في مدينة شرم الشيخ أو على كثافة مشاركة المستثمرين والدول به. وكانت محافظة شمال سيناء شهدت أعمالًا إرهابية ضد عدة مناطق عسكرية تبناها ما يطلق عليه ''تنظيم أنصار بيت المقدس''، وأسفرت عن عشرات الضحايا والمصابين، في حادثة هي الأعنف منذ شهور عدة ضد القوات المصرية. وربط عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بين هذه الأحداث، وبين المؤتمر الاقتصادي المزمع عقده في مارس لدعم الاقتصاد المصري وجذب الاستثمارات، حيث قال خلال كلمة تعليقًا على الأحداث الأخيرة: ''المؤتمر الاقتصادي القادم في شرم الشيخ هو ذراع مصر، ونحن مستعدين نجوع ونبني مصر للأجيال القادمة''. لن تؤثر على المشاركة ومن جانبه، أكد فخري الفقي الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أن الأحداث الإرهابية الخائنة التي شهدتها سيناء الخميس الماضية لن تؤثر على مصر واستقرارها مرة ثانية حيث أن مصر خطت الخطوة للأمام ولن تستطيع مثل هذه الأفعال الخسيسة أن تنال من مصر. وتوقع الفقي خلال اتصال هاتفي مع مصراوي ألا يكون لحادث سيناء أي تأثير على المشاركة في المؤتمر الاقتصادي المنعقد في مارس المقبل، حيث أنه تم الانتهاء من الإعداد له وتم إخطار المؤسسات الدولية والصناديق والبنوك الأجنبية، وأكد المستثمرون من مختلف دول العالم على المشاركة. وأضاف أن العديد من المستثمرين الأجانب وبعض الشركات الأوروبية العملاقة أكدوا على رغبتهم في ضخ الاستثمارات في مصر وخاصة في مشروع قناة السويس الذي يعد فرصة ذهبية باعتباره موقع استراتيجي مميز. وفي سياق متصل، قال محمد السويدي رئيس اتحاد الصناعات المصرية: ''سنظل نؤكد أمام العالم أن مصر لن تعود للخلف مرة أخرى، وسنظل جميعًا يدًا واحدة للوصول لنهضة مصر''. وأكد السويدي أن حادث سيناء والأحداث التي سبقته لن يكون لها أي تأثير على انعقاد المؤتمر الاقتصادي القادم، أو على مشاركة المستثمرين فيه، مؤكدًا أنه سينعقد في موعده وسيحقق إنجازاته المرجوة. وأضاف: ''نحن نعلم أن مصر مستهدفة لما لها من أهمية كبيرة بين دول العالم حيث أنها تعد الدولة الوحيدة التي مازالت صامدة حتى الآن أمام الإرهاب والدمار الذي أصاب كثير من الدول''. لا تغيير وأكد المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء خلال مؤتمر صحفي أمس السبت بمقر هيئة الاستثمار أن المؤتمر الاقتصادي سينعقد في موعده دون أي تغيير، وقال ''إن التحديات كبيرة جدًا ونحن في بداية طريق الإصلاح وهناك رؤية واضحة تنفذ رغم الصعوبات والمحاولات اليائسة، واطمئن الجميع أن الإصرار زاد لدينا بعد ما حدث الخميس الماضي واللحمة زادت، ومحدش يقدر يقرب لمصر ويثني شعب مصر عن رؤيته، ومصر بأمر الله ستبنى، ودم أبنائنا لن يذهب هباءً''. وأشار إلى وجود تواصل على أعلى مستوى في مصر لإنجاح المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ، منوهًا لأهمية المؤتمر الاقتصادي لمصر واستكمال مصر لخارطة الطريق من خلال فتح باب الترشيح للانتخابات البرلمانية المقبلة واستكمال خارطة الطريق الاقتصادية من خلال إصلاح إداري وتشريعي وحل مشاكل المستثمرين.
