اتهم وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الجمعة، المتمردين الانفصاليين في شرق أوكرانيا ب''إثارة الحرب'' بعد أن أعلن أحد كبار قادتهم انتهاء الهدنة المستمرة منذ خمسة أشهر وأنه سوف يتم شن هجوم لتأمين السيطرة على منطقة دونيتسك بأكملها. وذكرت وكالات أنباء روسية أن زعيم الانفصاليين في دونيتسك ألكسندر زخارتشنكو قال للطلاب في جامعة دونيتسك إنه ''لن يكون هناك وقف لإطلاق النار بعد الآن''. وأعلن زخارتشنكو أن قواته سوف تتقدم صوب حدود منطقة دونيتسك وان الانفصاليين في لوهانسك المجاورة سوف يشنون هجوما أيضا. وتسيطر جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين المعلنتين من طرف واحد على أقل من نصف المساحة التابعة لهما من الأراضي الأوكرانية. واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا بشن هجوم واسع النطاق ردا على مبادرة سلام جديدة من الكرملين. وقال بوتين في اجتماع لمجلس الأمن الروسي '' تستخدم المدفعية والطيران عشوائيا في مناطق مأهولة بكثافة ''. وألقى على كييف بمسئولية هجوم أمس الخميس الذي وقع بمحطة حافلات في دونيتسك، وقال '' هؤلاء المسؤولون '' يجب ان يعلموا ان الصراع لا يمكن ان يحل سوى بالسبل السياسية . وتابع '' آمل ان يسود العقل في النهاية ''. وقال انفصاليو دونيتسك اليوم الجمعة إن 24 من مقاتليهم لقوا حتفهم وأصيب 30 اخرون على مدار ال 24 ساعة الماضية . وقال مجلس الأمن الوطني الاوكراني في كييف إن ثلاثة جنود قتلوا وأصيب 50 في نفس الفترة . وبحسب الأممالمتحدة، ارتفعت الحصيلة الإجمالية للقتلى نتيجة الصراع إلى أكثر من خمسة آلاف. وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان بالأممالمتحدة اليوم الجمعة إن حصيلة القتلى الكلية للصراع ارتفعت إلى أكثر من خمسة الاف شخص. وفي الأيام الماضية قتل ما متوسطه 29 شخصا يوميا، ما يجعلها الفترة الأكثر دموية منذ اعلان وقف اطلاق النار في مينسك في الخامس من سبتمبر الماضي . وقال زخارتشنكو، في حفل تأبين لما لا يقل عن ثمانية أشخاص قتلوا في الهجوم على محطة الحافلات، إن قواته لن تأخذ أسرى مجددا، مضيفا ''لسنا بحاجة لمزيد من المبادلات (في الأسرى) مع أوكرانيا''. ووجه نشطاء انتقادات للانفصاليين لانتهاكهم اتفاقية جنيف المعنية بمعاملة أسرى الحرب، وذلك من خلال عرض الجنود الأوكرانيين الأسرى في مكان وقوع انفجار دونيتسك الذي يلقون بلائمته على القوات المسلحة الأوكرانية. وانتقد شتاينماير، الذي يزور تونس، تصريحات زخارتشنكو التي اعتبرها لا شيئ سوى ''إثارة الحرب''. وشدد على أن كلا الطرفين عليهما سحب الأسلحة الثقيلة من على خط المواجهة. وبعد محادثات أجريت في برلين أمس الأول الأربعاء بوساطة ألمانية، قالت روسياوأوكرانيا إنهما وافقتا على سحب الدبابات والمدفعية من على الحد الفاصل الذي جرى الاتفاق عليه في اتفاقيات مينسك للسلام التي تم التوصل إليها في أيلول/سبتمبر. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن الانفصاليين وافقوا على مثل هذه الخطوة بعد ضغط من موسكو. وجددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التأكيد على أن اتفاقات مينسك بحاجة إلى تطبيق بشكل كامل. وقالت بعد محادثات مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي في فلورنسا ''علينا فعل كل ما هو ممكن دبلوماسيا لإحراز تقدم''. وشددت ميركل على أن ما تعرف بمجموعة اتصال أوكرانيا لابد أن تلتقي في أقرب وقت ممكن. لكن زخارتشنكو، زعيم انفصاليي دونيتسك، قال إنه لن يشارك في مثل هذه المحادثات إلا إذا شارك فيها الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو. وحقق الانفصاليون، الذين تقول عنهم أوكرانيا والغرب إنهم مدعومون من القوات الروسية، نصرا كبيرا في وقت سابق هذا الاسبوع عندما تمكنوا من السيطرة على مطار دونيتسك.