وقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على وثيقة للانضمام إلى 20 منظمة ومعاهدة واتفاقية دولية، أبرزها محكمة الجنايات الدولية. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن عباس قوله خلال توقيعه على المواثيق، إن "عدم قبول مشروع القرار الفلسطيني العربي في مجلس الأمن لن يمنعنا من محاسبة ومحاكمة الدولة التي تعتدي علينا وعلى أراضينا، وما قدمناه هو حقنا بإقامة دولة فلسطينية على الحدود المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدسالشرقية، وكل ما طلبناه وفق القانون الدولي". وتابع عباس أن "المشروع الذي قدم كان بتوافق عربي، وكنا تتوقع حصد تسعة أصوات إلا أن دولة انسحبت في الوقت الأخير، ونؤكد أن إنهاء الصراع في المنطقة يتمثل في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي". وقال عباس أثناء توقيعه اتفاقية الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية "'نعم سنشتكي، يُعتدى علينا وعلى أرضنا كل يوم، لمن نشكو مجلس الأمن خذلنا، هنالك منظمة دولية سنذهب إليها ونشكو أمرنا لها". ومن المواثيق والمعاهدات التي وقع عليها الرئيس الفلسطيني، الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية والميثاق الممهد لعضوية فلسطين في ميثاق روما والإعلان لقبول مادة 12 و13 لميثاق روما وميثاق الحقوق السياسية للمرأة وميثاق دفن المواد الصلبة والضارة في مناطق الدول خارج حدودها وميثاق عدم سقوط جرائم الحرب بالتقادم ومعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية ومعاهدة الحد من الأسلحة التقليدية المحددة ومعاهدة الحد من القنابل العنقودية وبروتوكول 2 من مواثيق جينيف لعام 1949 وبروتوكول 3 من مواثيق جنيف عام 1949 وبروتوكول حماية الشخصيات الدولية، وميثاق الالتزام بتطبيق أحكام جرائم الحرب وضد الإنسانية والإعلان عن دولة فلسطين دولة تلتزم بكل المواثيق والمؤسسات والأعراف الدولية. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات خلال مراسم التوقيع إن "جميع هذه المواثيق والمعاهدات تكون سارية المفعول في حد بعضها 30 يوما، وبعضها الآخر 90 يوما وهي تحصيل حاصل، مع الالتزام بوجوب تغيير بعض القوانين الفلسطينية لملاءمتها مع ما وقع عليه الرئيس هذه الليلة". وكان عباس قد قال في وقت سابق اليوم في خطاب بثه تلفزيون فلسطين الرسمي بمناسبة الذكرى الخمسين لانطلاقة حركة (فتح) التي يتزعمها إن الفلسطينيين لن يقبلون بتهميش قضيتهم تحت ذريعة محاربة الجماعات الإرهابية التكفيرية في المنطقة. وقال عباس "كنا أول من أدان الجماعات الإرهابية ووقف ضدها وعرى أهدافها المشبوهة باستعمال اسم فلسطين، ولطالما رفعنا صوتنا مطالبين برفع الظلم عن شعبنا وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ". واعتبر عباس أن "هزيمة هذه الجماعات (الإرهابية) عسكريا وثقافيا، يمر عبر بوابة تحقيق السلام العادل، واستعادة حقوقنا التي نسعى لإنجازها بكل الوسائل المتاحة ". وشدد على أن "التطرف يتغذى على التطرف، والقوة بدون عدل استبداد، والمنطق يقتضي الكيل بمكيال واحد لا مكيالين، فأعمال وممارسات المستوطنين لا يمكن وصفها إلا بالإرهاب، وحماتهم حماةٌ للإرهابيين ". وقال إن "المأزق الذي وصلت إليه عملية السلام بيننا وبين الإسرائيليين لا علاقة له بداعش أو غيرها، بل سببه استمرار التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية الذي حوّل مدننا وقرانا إلى معازل، وأوصل المفاوضات إلى طريقٍ مسدود، ما دفعنا للتوجه إلى المنظمات الدولية". وشدد على أن "العقبة أمام تحقيق السلام في المنطقة هو عدم وجود شريك إسرائيلي "يؤمن بالسلام والإصرار على مواصلة الاستيطان وتهويد القدس، ما أفشل كل المبادرات والجهود الدولية لتحقيق السلام". وأشار عباس إلى "توالى الاعتراف عالمياً بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، وبوجوب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي وقع عام 1967، والحل العادل والمتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين على أساس قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، وحسب ما ورد في مبادرة السلام العربية ". واعتبر أن ذلك "عزل وضيق الخناق على سياسات الحكومة الإسرائيلية"، مؤكدا أن "عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء، ففلسطين الشعب والأرض حقيقة ساطعة، والدولة الحرة المستقلة قادمة وقريباً بإذن الله ". وأكد عباس أن قرار إسرائيل بضم القدسالشرقية واعتبار المدينة موحدة وعاصمة لها "قرارٌ باطل وغير شرعيٍ، ولا تعترف به أية دولةٍ في العالم ". واتهم بهذا الصدد إسرائيل بشن " أشرس وأخطر معركة على مصير القدس ستحدد أبعاد الصراع مع الاحتلال، وسيكون لها تداعياتها الخطيرة بسبب ما تقوم به المجموعات اليهودية المتطرفة من اعتداءاتٍ شبه يومية على المسجد الأقصى وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية". وحذر عباس من أن الممارسات الإسرائيلية في القدس "ستحول الصراع إلى صراع ديني سيلهب المنطقة والعالم، ويأتي على الأخضر واليابس ".