تحتفل محافظة بورسعيد، اليوم الثلاثاء، بالذكري ال 58 لانتصار رجال المقاومة الشعبية علي دول العدوان الثلاثي ضد مصر عام 1956، تلك المعركة التي انتصرت فيها الارادة الشعبية المصرية ببطولات وتضحيات أبنائها علي 3 جيوش عظمي لفرنسا وانجلترا واسرائيل . ''الراحل البطل'' السيد عسران، أحد أبطال المقاومة الشعبية ببورسعيد، يروي في مذكراته أثناء حياته قائلاً :''استيقظت بورسعيد في 29 اكتوبر على قصف جوى وبحري، لدول العدوان الثلاثي انجلترا وفرنسا اوسرائيل، وحمل أهالي المدينة الباسلة السلاح وشرعوا في المقاومة، وسرعان ما امتلأت شوارع المدينة بجثث شهداء بورسعيد، وقتلي دول الاحتلال، وتمكنت الطائرات من احراق منازل حي المناخ بالكامل''. ويتابع ''عسران'':''طافت سيارة شوارع المدينة تعلن عن وصول الجيش الروسي للدفاع عن بورسعيد والتصدي للعدوان الثلاثي، وتجمع المئات من أبناء المدينة على ضفتي شارع محمد على للترحيب بالفوات الروسية الصديقة، وفجأة تنطلق مدافع الدبابات التي تحمل العلم الروسي ليسقط مئات الشهداء، ونكتشف إن قوات الاحتلال خدعتنا برفع العلم الروسي، وكان من بين الشهداء شقيقي، وأخفيت خبر استشهاده عن والدي، قائلاً له عند سؤالي عليه بأنه غادر المدينة مع بعض الأقارب'' . وأضاف الراحل في حياته :''ظهر الميجور وليامز، رجل المخابرات البريطانية الذي كان يعذب رجال المقاومة، للبحث عن الضابط البريطاني مير هاوس ابن عمة الملكة، الذي تم اختطافه، وراقبته عدة ساعات حتي جاءت اللحظة التي كان يخرج فيها من إدارة البحث الجنائي بشارعي النهضة ورمسيس متجهاً إلى سيارته العسكرية، فقمت بالاشارة إليه لألفت انتباهه لي وأنا حاملاً بورقة في يد ويده الأخرى تقبض على رغيف منزلي منتفخ بداخلة قنبلة ''ميلز'' وقد نزعت فتيلها، وعندما أشار ''وليامز'' لي اقتربت منه حتي ألقيت القنبلة في دواسة السيارة'' . وأشار بطل العدوان الثلاثي إلى أنه عندما عاد إلي المنزل علم أن والده يعلم بالأمر عن طريق أحد المخبرين السريين، فارتمي إلي أحضانهوأخبره بخبر استشهاد شقيقه، وبعد الانتصار وجلاء قوات الاحتلال كرمني الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبعدها تم استدعائي للتجنيد بالرغم من أنه من المفترض أن يتم اعفائي لأن شقيقي شهيد، وكنت في الجيش أقف حارساً علي منزل عبد الحكيم عامر، وعندما علم ''عبد الناصر'' عند حضوره إلي بورسعيد في العام التالي للاحتفال بذكري النصر، فأمر على الفور بتسريحي وتعييني بهيئة قناة السويس.