قداسة البابا تواضروس الثاني، أعلم أن هناك جناحا من الكنيسة يشن حربا شرسة ضد قداستكم - أعرف بعض منهم - يريدون إسقاط هيبة بابا الكنيسة الأرثوذكسية، لكن هذا لا يمنع أن قداستكم أعطيتهم الفرصة أكثر لشن تلك الحرب واستغلال ثورة الشباب واندفاعهم لصالحهم. جميعنا خطاؤون ولكن علينا أن نتدارك الخطأ، بعد أن سمعت مقطع فيديو من برامج ''أسئلة الشعب '' في الجيزة، وحديثك عن أنك تفضل عدم الاختلاط بين الأولاد والبنات في مرحلتي الإعدادية والثانوية، أدركت كم نحن على حافة الهاوية، بلاد الغرب الذين ننعتهم بالكفار أكثر مما نتنفس أصبحنا نحن المؤمنون عالة عليهم نستورد منهم ملبسنا ونتفاخر باستخدام منتجاتهم الإلكترونية، ونستخدم وبرامجهم للتواصل. نتحدث الآن عن الاختلاط بين الجنسين وكيف ندخل الحمام، ومن ننعتهم بالكفار يسعون لإيجاد علاجا لفيروس الإيبولا الذي حصد آلاف الأرواح في غرب أفريقيا. عدم الاختلاط سيزيد من خطر انتشار الشذوذ الجنسي ويزيد من نسبة التحرش نتيجة حرمان الجنسين من الاختلاط بالآخر، بدلا من أن نشجع الاختلاط لنخرج أجيالا سوية نفسيا تفكر كيف تنتج بدلا من أن تفكر في هوية الآخر المختلف عنه أو عنها. وذكر الأنبا موسى - أسقف عام الشباب، في كتابه ''الشباب وحياة الطهارة''، بأن ''الاختلاط بين الجنسين شيء طبيعي موجود الآن في البيوت والمدارس والجامعات وميادين العمل، وخطورة الاختلاط تكمن في الانحراف به عن حادة الصواب سواء انحرفنا به نحو الانفلات كما يحدث في المجتمعات الغربية، أو نحو التزمت كما يحدث أحيانًا في المجتمعات الشرقية، بالفصل المتشدد بين الجنسين. وفي كتابه ( كيف نخدم الشباب)، تحدث الأنبا موسى عن فوائد الاختلاط السليم، وهي فهم طبيعة الآخر، والثراء الفكري، واللياقة والأخلاق في التعامل. أخشى أن تتسبب تلك الدعاوى في لصقها بالدين لندخل مرحلة جديدة من السلفية في المسيحية تفتح المجال للحديث عن أمور أخرى أكثر تشددا، وحينها سنكون وصلنا إلى أسفل الهاوية. المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن موقع مصراوي للتواصل مع الكاتب: Email: [email protected] Skype : hanyjournalist
