قال المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء إن الشعب المصري لديه الوعي التام بالإصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها الحكومة، منها تحريك سعر الوقود والكهرباء ورفع الدعم عن بعض السلع ما انعكس إيجابيًا على أداء الاقتصاد المصري في أقل من 6 شهور. وأضاف محلب خلال مؤتمر "نحو شراكة استراتيجية عربية أوروبية" تحت عنوان"حان وقت القيادة ..مصر فى 2015" الذي عقدته مؤسسة الأهرام بالتعاون مع وكالة أنسا الإيطالية أن معدل النمو من الربع الأخير من العام المالي الماضي بلغ 3.7 بالمئة مقارنة بنحو 2.5 بالمئة في العام المالي السابق له، كما زاد معدلات الاستقرار في مدن القاهرة وشرم الشيخ والغردقة. وأشار إلى أن خطوات الإصلاح سيتم عرضها في مؤتمر مصر الاقتصادي المقرر عقده في فبراير المقبل، مضيفًا "هو مؤتمر ليس للتسويق بل لعرض رؤية الحكومة التي تتضمن عدة محاور رئيسية أولها تحقيق إصلاح اقتصادي حقيقي وهو ما أشادت به منظمات عالمية في كلمات واضحة بخلاف الإصلاح التشريعي الذي يضم رؤى واضحة متمثلة في وضع أفضل قانون استثمار في العالم" . وتابع محلب "نسعى إلى حل كافة جميع مشاكل المستثمرين في هذه المرحلة قبل انعقاد المؤتمر، ولا وجود للأيادي المرتعشة". ولفت إلى أنه لمس خلال استقباله لرئيس وزراء ايطاليا ووزير الخارجية تفهمًا واضحًا لموقف مصر وتأكيدًا كاملًا لدعم هذا الموقف، منوهًا إلى أن هناك إرادة حقيقية بأن تكون مصر لاعبًا أساسيًا في هذه المنطقة من أجل السلام والاستقرار، وما يحدث الآن من مواجهة حقيقة وشرسة وإرهاب ضريبة ندفعها ليس فقط لحماية مصر والمنطقة فقط بل لحماية العالم. وقال رئيس الوزراء "إن ما يحدث في قناة السويس أشبه بالمعجزة ولم أشهد في حياتي موقعًا أو مشروعًا يتم العمل به على مدار 24 ساعة بنحو 4 آلاف معدة.. وهذا نتاج الثقة المتبادلة بين الشعب وقائده، وهي أساس قوي لنكون لاعبين أساسين في المنطقة"، منبهًا إلى أن مشروع قناة السويس الجديدة يضم أربع مطارات، وست مؤانئ، وصناعات سفن، ومناطق لوجستية. من جانب آخر، قال محلب إنه يتم حاليًا تنفيذ شبكة جديدة من الطرق بنحو 3200 كيلو متر بهدف زيادة الاستثمارات من خلال اقتحام الصحراء، وإقامة مدن جديدة لزيادة مساحة الأراضي المستغلة من 5 بالمئة المستغلة حاليًا إلى 25 بالمئة، وهناك خطة لتعمير الصحراء تشمل استصلاح مليون فدان كمرحلة أولى. وفيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية والتي تمثل مشكلة في مصر والدول المجاورة وعلى رأسها إيطاليا، قال "يمكننا من خلال الشراكة الأوروبية تحويل هذه المشكلة إلى ثورة للبلدين (مصر وإيطاليا) من خلال تدريب الشباب والاستفادة منهم فى توفير جيل جديد بثقافة مختلفة ثمثل إضافة للدول الأوربية واستخدامهم في سوق العمل، ونحن ننتظر الكثير من الشركات الأوروبية". من جانبه، أعرب دافيد ساسولي نائب رئيس البرلمان الأوروبي عن سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر، مشيرًا إلى أنه يعد فرصة لإعادة أوروبا إلى منطقة الشرق الأوسط والتي تحظى بمكانة خاصة لدول أوروبا. وأضاف أن الدول الأوروبية تواجه العديد من التحديات التي تتطلب تضافر الجهود وتحتاج إلى التوافق لمواجهتها، لافتًا إلى أن الدول الأوروبية على دراية بأهمية دول الجوار وأهمية سيادة الاستقرار والسلام بالمنطقة. وأكد ساسولي ضرورة تشجيع التجارة بين الدول الأوروبية والشرق الأوسط وتوجيه مزيد من الاستثمارات إلى قطاعات التعليم والبحث العلمي. وشدد على أن مؤتمر إعمار غزة الذي استضافته مصر الأيام الماضية يعد خطوة قوية قامت بها مصر من أجل وضع حل لهذه المشكلة عن طريق رؤية واضحة تساعد على توفيق الأوضاع بين قادة المنطقة ما يراعي الاستقرار وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.
