لندن 24 يونيو حزيران (خدمة رويترز الرياضية العربية) - وسط الصراع المحتدم بشدة داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بشأن مزاعم عن الفساد تسلطت الاضواء بشكل أكبر على دور المحقق الخاص. وكانت لجنة القيم في الفيفا قالت في وقت سابق من يونيو حزيران الجاري انها استعانت بخدمات رئيس سابق لمكتب التحقيقات الاتحادي الامريكي (اف.بي.اي) للتحقيق في مزاعم بالفساد لكن رويترز علمت أن رموزا في الفيفا اتهمت بالفساد أو تشك في أن اخرين متورطين قد استعانت بالفعل بمحققين خلال العام الماضي. وتأكدت رويترز من أن الجهة المسؤولة عن ملف قطر 2022 - الذي فاز بعد منافسة حامية بحق استضافة نهائيات كأس العالم - قد استعانت بمؤسسة كرول للتحقيقات للتحري عن "خلفية وأنشطة وسمعة" مسؤول تنفيذي رفيع سابق في الفيفا بالاضافة الى مزاعم عن حدوث تواطؤ في عرض استضافة البطولة. ومن ضمن الاهداف الاخرى لجهات التحقيق الخاصة الصحفيون الذين اجروا تحقيقات مثيرة بشأن فساد مزعوم داخل الفيفا. وقامت محامية عن رينالد تيماري عضو اللجنة التنفيذية للفيفا الموقوف لمدة عام بسبب انتهاك للميثاق الاخلاقي للاتحاد الدولي بالاستعانة بمحقق خاص للنبش وراء صحفيين من صحيفة صنداي تايمز التي نشرت مزاعم عن أن تيماري كان مستعدا لبيع صوته في التصويت على نهائيات كأس العالم مما أدى الى ايقافه. وقدم المحقق الخاص تقريرا من 24 صفحة حصلت عليه رويترز لا يفند فحسب الادلة التي قدمها صحفيو صنداي تايمز بل يحوي معلومات شخصية عنهم تشمل عناوينهم وبيانات أسرهم وسجلات سفرهم والهويات المزيفة التي قاموا بانتحالها في التحقيقات التي أجروها. ويضم التقرير الذي أعده المحقق الخاص جان تشارلز بريزار ومقره باريس مناقشة مكثفة وتحليلا "لمؤامرة صنداي تايمز ضد تيماري" ويزعم أن التقرير المصور الذي نشرته الصحيفة بموقعها على الانترنت في اكتوبر تشرين الاول الماضي "تم التلاعب فيه". ويقول التقرير إن الغرض من تحقيق صنداي تايمز هو التأثير في عملية اختيار البلد الفائز بحق تنظيم نهائيات كأس العالم 2022 وزعم أن "عضوي اللجنة التنفيذية اللذين استهدفهما التحقيق هما الاثنان اللذان كان من المعتقد انهما سيمنحان صوتيهما لعرض انجلترا لاستضافة نهائيات 2018." وامتنع مكتب المحقق الخاص عن التعليق لكن جيرالدين ليسيور محامية تيماري دافعت بشدة في رسالة بريد الكتروني لرويترز عن استخدام مكتب تحقيقات خاص للتحري عن قصة صنداي تايمز. وقالت "استطعنا من خلال التحقيق ان نظهر كيف انهم... قاموا بتلاعب بحيث يبدو موكلي كأنه قال اشياء لم يقلها اثناء المقابلة." وأوضحت المحامية ان لجنة القيم بالفيفا برأت ساحة تيماري من أخطر مزاعم الفساد الموجهة ضده رغم انه تم ايقافه "بسبب مخالفات بسيطة للميثاق الاخلاقي." وقال جون ويزرو رئيس تحرير صنداي تايمز انه لا يعلم شيئا عن هذا التقرير ولم يشعر بمفاجأة ان يستعين محامون بخدمات محقق خاص لكنه عبر عن دهشته ازاء الاستعانة بمحققين للتحري عن "صحفيين يقومون بالتحقيق في أمور تهم عامة الناس." وأكد ويزرو انه رغم سعي الفيفا "للتهوين من شأن" مزاعم الفساد التي أوردتها صنداي تايمز الا ان الصحيفة لم تتزحزح عن دعم تقاريرها التي نشرتها. وقال ريتشارد كاسبي مدير تحرير صنداي تايمز "مزاعم قيام صنداي تايمز باختلاق أدلتها ضد رينالد تيماري غير صحيحة بالمرة.. ولا يوجد دليل واحد يدعمها." واضاف "كان التحقيق الذي أجرته صنداي تايمز واضحا ونزيها ودقيقا والتزمنا بالكامل بطلب الفيفا المساعدة منا في تحقيقه. ويجدر الاشارة الى ان تيماري لا يزال موقوفا من قبل الفيفا." وفي الوقت الذي يتم فيه الاستعانة بجهات تحقيق خاصة للتعامل مع صحفيي صنداي تايمز فان شقيقتها الشعبية الاسبوعية نيوز اوف ذا ورلد تورطت في تحقيق للشرطة البريطانية بشأن استعانة صحفيين بمحققين للسطو على حسابات بريد صوتي وربما بريد الكتروني تخص مشاهير ورجال سياسة ونجوم كرة قدم وأفراد من العائلة المالكة. ولا توجد أدلة على قيام المكتب الذي استعانت به محامية تيماري بأي أمور غير قانونية اثناء تحقيقه ويبدو أن المعلومات قد حصل عليها من مصادر علنية. وقال اثنان في الصحيفة ان بعض المعلومات الشخصية التي جاءت في التقرير ومنها عنوان صحيفة عملت متخفية غير دقيقة. لكن اندرو جينينجز وهو صحفي ومؤلف بريطاني اشتهر بتفجير فضائح الفيفا واتحادات رياضية اخرى يعتقد ان المحققين استخدموا وسائل غير قانونية لجمع معلومات عنه. وقال جنينجز انه قبل الضجة في الفيفا بشأن نيل قطر حق استضافة نهائيات كأس العالم 2022 حصل على دليل عن ان جهات تحقيق خاصة نجحت في الحصول على بيانات مهمة تخص هواتفه وحساباته المالية. وأكد في كتاب "فاول" عام 2007 ان محققين في بريتش تليكوم اكتشفوا ان متصلين حاولوا انتحال شخصيته في عام 2003 للنفاذ الى معلومات تخص مكالماته الدولية. وقال لرويترز ان لديه من الأسباب ما يجعله واثقا من انه تم اختراق حساباته البنكية. لكن جينينجز لم يتمكن من اثبات ذلك قط. وقال بيتر هارجيتاي وهو مستشار سابق لرئيس الفيفا سيب بلاتر انه لا يعرف شيئا عن قيام مسؤولين تنفيذيين أو أعضاء أو جهات تعرض استضافة بطولات للاتحاد بالاستعانة بخدمات محققين فيما سبق. لكن الفيفا نفسه أكد بشكل علني وفي رسالة بريد الكتروني الى رويترز استعانة لجنة القيم بمجموعة فريه جروب انترناشيونال يوروب التي تعمل في مجال التحقيقات الخاصة وقام بتأسيسها لويس فريه وهو مدير سابق لمكتب التحقيقات الاتحادي الامريكي. وقامت المؤسسة بالتحقيق في مزاعم بأن مسؤولين في اتحاد امريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف) حصلوا أو عرض عليهم رشى مقابل بيع اصواتهم في التصويت على اختيار الدولة المنظمة لكأس العالم 2022. وقال الفيفا في اعقاب استقالة جاك وارنر رئيس اتحاد الكاريبي من منصبه كنائب لرئيس الاتحاد الدولي انه لن يخضع لتحقيق لجنة القيم بوصفه "متهما" لكن بوصفه "شاهدا". واوضح الفيفا انه سيواصل التحقيق في دور وارنر في فضيحة الرشى المزعومة وان وارنر تعهد بالتعاون في التحقيق ولم يتم عرض عليه أي "حصانة". وذكرت صحيفة تاجيس انتسايجر السويسرية الناطقة بالالمانية في نوفمبر تشرين الثاني الماضي ان الجهة المسؤولة عن عرض قطر 2022 استعانت بخدمات كرول وهي مؤسسة تحقيقات خاصة بارزة. ونشرت الصحيفة جانبا من تحقيق لكرول قالت المؤسسة فيه انها تحرت خلفية وأنشطة وسمعة ميشيل زن روفانن الامين العام السابق للفيفا وعضو سابق باللجنة التنفيذية للفيفا من مالي. وقال مصدر مطلع على عمل كرول مع القطريين لرويترز إن الغرض من التحقيق كان مساعدة قطر على فهم "البيئة التنافسية" التي تواجهها في حملتها للفوز بحق استضافة كأس العالم 2022. ومن ضمن الامور التي ارادت قطر معرفتها سبب مزاعم زن روفانن بشأن وجود تواطؤ بينها وبين اسبانيا. وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه نظرا لحساسية الموقف انه بمجرد أن تسرب نبأ "التقرير الاولي" الى الصحيفة السويسرية قررت قطر ووكالة التحقيقات الخاصة اغلاق التحقيق. وقالت متحدثة باسم كرول ان الشركة لا تصدر تعليقات بشأن عملائها ولم يرد مسؤولو قطر 2022 على رسائل الكترونية تطلب منهم التعليق. ع ت - م ف غ (ريض) ARSP