أفرجت السلطات الصينية الأربعاء عن النحات والناشط السياسي إي وي وي بكفالة مالية حسبما ذكرت تقارير إعلامية حكومية. وذكرت وكالة شينخوا الصينية للأنباء أن وي وي أفرج عنه بعد الاعتراف بتهم تتعلق بالتهرب من الضرائب. وقال أفراد من عائلته لخدمة بي بي سي باللغة الصينية إنهم اطلعوا على تقارير تفيد بإطلاق سراحه، لكنه لم يسمعوا منه ما يفيد بهذا الشأن. وكان وي وي، الذي عُرف بانتقاده العلني لسجل الصين في مجال حقوق الإنسان، قد اعتقل في أبريل/ نيسان الماضي. وأثار اعتقال وي وي، الذي احتجز في مكان مجهول، موجة عالمية للمطالبة بإطلاق سراحه. وكان الناشط الصيني قد اعتقل وهو يستعد لمغادرة بكين في رحلة متجهة إلى هونغ كونغ. يذكر أن من أبرز الأعمال التي قام بها وي وي مشاركته في تصميم ملعب عش الطائر الذي احتضن جانبا من اولمبياد عام 2008 في بكين. وتتهم الحكومة الصينية وي وي بالتهرب من الضرائب، لكن أنصاره يقولون إن لهذه المحاكمة دوافع سياسية. وذكرت وكالة شينخوا أن وي وي (54 عاما) قد عرض دفع الضرائب التي تهرب من دفعها. واضافت الوكالة أنه سيطلق سراحه بسبب موقفه الإيجابي في الاعتراف بجرائمه . واشارت شينخوا إلى أن وي وي مصاب بمرض مزمن، لكنها لم تكشف المزيد من التفاصيل. وقالت الشرطة الصينية إن شركة بكين فيك ، التي تدير أعمال وي وي، قد تهربت من دفع مبالغ ضخمة من أموال الضرائب وتعمدت إتلاف الوثائق المحاسبية الخاصة بنشاطها. وكانت وزارة الخارجية الصينية أعلنت في وقت سابق أن وي وي يخضع للتحقيق في جرائم اقتصادية. وشددت الخارجية الصينية على أن اعتقاله، الذي أتى وسط حملة من الاعتقالات طالت ناشطين صينيين هي الأكبر منذ أعوام، لا علاقة له بحقوق الانسان أو حرية التعبير . ويقول داميان غراماتيكاس مراسل بي بي سي في بكين إن إطلاق سراح وي وي لا يزال في حاجة إلى تأكيد. وأشار مراسل بي بي سي إلى أن بكين تعرضت إلى ضغوط كبيرة للإفراج عن الناشط الصيني. ويضيف مراسل بي بي سي أن اعتقال وي وي قد أثار انتقادات من المجتمع الدولي بأن الصين تنتهك قوانينها الداخلية باحتجاز وي وي في مكان سري دون أن يتصل بمحام. وقد اعتقل مع وي وي وأحد اقربائه ومحاسبه وسائقه، ولا تزال ظروف اعتقالهم غير معروفة. يذكر أن وي وي حظي بتقدير عالمي منذ بداية الثمانينات بسبب منحوتاته المصنوعة من الطوب. وفي اكتوبر/ تشرين الأول الماضي كشف وي وي عن عمل فني مكون من 100 مليون قطعة من الخزف في معرض تيت موديرن في لندن، والذي قال إنه يناقش دور الفرد في المجتمع.
