حذرت وكالة الطاقة الدولية، ومقرها باريس، من مخاطر استمرار المستويات الحالية العالية لاسعار النفط، التي قد تدفع نحو ركود اقتصادي عالمي جديد. وقال فاتح بيرول كبير الخبراء الاقتصاديين بالوكالة الاربعاء ان أسعار النفط، التي تتراوح حاليا عند متوسط 120 دولارا للبرميل تشكل خطرا لجعل العالم ينزلق الى الركود الاقتصادي مجددا وقال ايضا ان الوكالة، التي تضم في عضويتها الدول الصناعية المستهلكة للنفط، تراقب ميزان العرض والطلب يوميا لتقييم الحاجة الي السحب من المخزونات الاستراتيجية. واضاف بيرول، في كلمة امام اجتماع نظمته وكالة رويترز حول الطاقة والتغيرات المناخية، قائلا: اذا لم يحدث اي تراجع للاسعار فخطر تقويض مسار الاقتصاد قائم، من خلال اعادته الي الركود مجددا، وكلنا نعرف ما حدث في 2008 ، فهل سنرى نفس السيناريو . وكانت اسعار خام برنت قد تجاوزت حاجز 127 دولارا للبرميل في ابريل/ نيسان من هذا العام عقب توقف معظم انتاج ليبيا من النفط، البالغ نحو 1,6 مليون برميل يوميا. الا ان الاسعار لم تصل بعد الى المستوى القياسي البالغ اكثر من 147 دولارا للبرميل، والمسجل في عام 2008. واشار بيرول الى ان متوسط الاسعار في الفترة المنقضية من العام الحالي مرتفع بالفعل عن المتوسط في 2008 وان الاقتصاد العالمي اكثر هشاشة . وكانت السعودية، اكبر مصدر للنفط في العالم، قد تعهدت بزيادة انتاجها دعما لامدادات اضافية يحتاجها العالم، بصرف النظر عن فشل منظمة اوبك في اجتماعها الاخير بفيينا الاسبوع الماضي في التوصل لاتفاق لرفع سقف الانتاج. لكن بيرول قال ان الامدادات الاضافية من النفط السعودي مرحب بها ، الا انها ليست كافية لتعويض خسارة النفط الليبي عالي الجودة. وتوقع ان لا يعود النفط الليبي الي الاسواق هذا العام، وان غيابه لفترة اطول سيستدعي السحب من المخزونات الاستراتيجية لدى الدول الثماني والعشرين الاعضاء في وكالة الطاقة الدولية. وكانت الوكالة، منذ انشائها، قد اضطرت الى السحب من المخزون الاستراتيجي مرتين، الاولى اثناء حرب الخليج الاولى في عام 1991 والثانية في عام 2005 بعد الاضرار المدمرة لاعصار كاترينا في مصافي التكرير.