الخرطوم (رويترز) - دعا عضو كبير في الحزب الرئيسي في جنوب السودان يوم الاربعاء الى وقف لاطلاق النار في ولاية جنوب كردفان بعد نشوب معارك بين الجيش السوداني وجماعات مسلحة هناك. والولاية المنتجة للنفط التي تقع في شمال السودان على الحدود مع الجنوب نقطة توتر محتملة مع استعداد جنوب السودان للانفصال في التاسع من يوليو تموز. وقال مسؤولون محليون ومن الاممالمتحدة ان الاشتباكات اندلعت في مطلع الاسبوع في كادقلي عاصمة الولاية بين جنود شماليين وجماعات مسلحة تعتبر نفسها حليفة للجنوب. ويعيش في جنوب كردفان كثير من المقاتلين الذي وقفوا مع الجنوب ضد الشمال خلال عقود من الحرب الاهلية ويخشون ان يتعرضوا للعزلة بعد الانفصال. وقال ياسر عرمان رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان القطاع الشمالي ان القتال بدأ بعدما حاولت قوات شمالية نزع سلاح بعض الجماعات المسلحة. واضاف "ندعو لوقف فوري لاطلاق النار وبدء الحوار فورا. "قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان القطاع الشمالي مستعدة دائما للجلوس مع حزب المؤتمر الوطني (الحاكم في الشمال) للوصول الى حل من شأنه ان يجلب السلام الدائم...ان استمرار نزع سلاح الحركة الشعبية لتحرير السودان القطاع الشمالي سيؤدي الى أزمة كبرى." ولا يزال يشار الى المقاتلين في جنوب كردفان على انهم أعضاء في الجيش الشعبي لتحرير السودان جيش جنوب السودان برغم ان الجنوب يقول انهم لم يعودوا جزء من جيشه. ولم يتسن الحصول على تعليق من المتحدث باسم الجيش السوداني لكن جيش الشمال سبق ان اعلن ان الوضع في جنوب كردفان مستقر وانحى على قوات متحالفة مع الجنوب باللائمة في بدء اي قتال في المنطقة. وقال شاهد عيان ان القتال يدور أيضا بين قوات من الجيش الشعبي لتحرير السودان وقوات من جيش الشمال في بلدة ابو جبيهة في جنوب كردفان. ويوجد في جنوب كردفان اكبر الحقول المنتجة للنفط التي ستظل تحت سيطرة الشمال بعد الانفصال الذي سيحرم الخرطوم مما يصل الى 75 في المئة من انتاج السودان من النفط والبالغ حاليا 500 الف برميل يوميا. وصوت الجنوبيون لصالح الانفصال في استفتاء في يناير كانون الثاني بموجب اتفاق للسلام عام 2005 انهى اخر حروبهم الاهلية مع الشمال وهو صراع نشب لاسباب بينها العرق والدين والنفط. ولم يتفق شمال السودان وجنوبه بعد على قضايا خلافية قبيل الانفصال تشمل كيفية اقتسام ايرادات النفط والترسيم الدقيق لحدودهما المشتركة. وما زال النزاع بشأن اقليم ابيي الذي يقع ايضا على حدود جنوب كردفان مستمرا. وسيطرت الخرطوم على الاقليم بقوات تدعمها الدبابات في 21 مايو ايار بعد هجوم على جنود في جيش الشمال وجنود من قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة القي باللائمة فيه على القوات الجنوبية. وفر عشرات الالاف الى الجنوب بسبب القتال واعمال النهب. ورفض الشمال منذ ذلك الوقت دعوات من الاممالمتحدة والولايات المتحدة ومن مسؤولين جنوبيين للانسحاب قائلا ان ابيي ارض تابعة لشمال السودان. ودعا محمد شاندي عثمان المحقق الخاص بحقوق الانسان التابع للامم المتحدة اليوم الاربعاء حكومة السودان للاستجابة لدعوة مجلس الامن الدولي لها بالانسحاب من ابيي. وقال عثمان للصحفيين في الخرطوم انه تلقى مزاعم عن اعمال قتل واغتصاب وغيرهما من اشكال المعاملة المهينة وغير الانسانية خلال الهجوم وبعده. وحث عثمان حكومة الشمال على السماح لبعثة الاممالمتحدة في السودان بالوصول دون شروط الى البلدة الرئيسية في ابيي والتحقيق في هذه الاتهامات.